صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

موسكو (ما بعد الانفصال) تتوقع من حلفائها الالتزام بخريطة طريق \”منظمة الأمن والتعاون\”

تحاول موسكو ان تمسك العصا من المنتصف، بعدما دفعت الموالين لها الى اقصى الخيارات السياسية باجراء استفتاء على مستقبل مدينتين من اصل ثلاث مدن تدين بالولاء القومي لموسكو، واعلانهم امس الاول الانفصال عن اوكرانيا، بحض \”الانفصاليين\” على الالتزام بخارطة الطريق التي أعدتها \”منظمة الأمن والتعاون\” في أوروبا لحل الأزمة الأوكرانية، مشترطة توقف سلطات كييف عمليتها العسكرية في شرق البلاد وسحب قواتها.

ولم تبد موسكو حماسة كبيرة ازاء اعلاني الانفصال، خشية ان يكون دعمها سببا لفرض المزيد ان العقوبات الاوربية عليها، وهو ما المحت اليه وزارة الخارجية بيان لها بأن \”نتيجة الاستفتاءين على الحكم الذاتي في منطقتي دونيتسك ولوهانسك يجب أن تكون إشارة واضحة إلى كييف عن عمق الأزمة\”.

وتوقعت ان يستجيب قادة قوات الدفاع الذاتي على خارطة الطريق التي أعدتها \”منظمة الامن والتعاون\”، متمنية تنفيذها بـ\”أسرع وقت ممكن\”.

في الوقت الذي دعت الخارجية الروسية سلطات كييف الى وقف عملياتها \”العقابية في جنوب شرق البلاد\” وسحب قواتها النظامية وتنظيمات مسلحة اخرى.

وأضافت أن \”تطبيق بنود خريطة الطريق سيخلق الظروف لإطلاق حوار وطني واسع، بمشاركة كل القوى السياسية ومناطق اوكرانيا بهدف المصالحة واجراء اصلاح دستوري شامل، يهدف الى منع البلاد من الانزلاق نحو الكارثة\”.

واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا، الاثنين الماضي، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين \”يدعم\” وساطتها من اجل نزع فتيل التصعيد في اوكرانيا، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين رئيس المنظمة وبوتين.

وقالت المنظمة في بيان انه \”خلال اتصال هاتفي، ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا) ديدييه بوركهالتر ان روسيا تدعم خارطة الطريق والتزام منظمة الامن والتعاون في اوكرانيا\”.

واضافت المنظمة ان موافقة بوتين تعني ان خطة المنظمة تلقت حتى الان \”ردودا ايجابية\” من جانب روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وتابعت ان خارطة الطريق التي وضعت الاسبوع الفائت \”تحدد نهجا براغماتيا للانتقال من منطق التصعيد الى منطق التعاون وتعزيز الاستقرار على الارض\”.

واوضحت ان محور هذه الخارطة هو \”عدم اللجوء الى العنف ونزع السلاح والحوار الوطني و(اجراء) انتخابات\”، لافتة الى انها \”تريد تقديم الدعم الى الحكومة الاوكرانية في توفير مناخ ملائم لاجراء انتخابات حرة ونزيهة في مجمل انحاء البلاد في 25 ايار المقبل\”.
وتمثلت الخطوة الاولى لمنظمة الامن والتعاون في اطار خارطة الطريق هذه في تعيين الدبلوماسي الالماني فولفغانغ ايشينغر وسيطا في المحادثات التي ستشارك فيها الحكومة الاوكرانية والبرلمان والمناطق.

في هذه الاثناء، قرر الاتحاد الاوروبي توسيع قائمة عقوباته على خلفية الازمة الاوكرانية في غياب تراجع التوتر في اوكرانيا، وذلك غداة اجراء استفتاء على الاستقلال في شرق اوكرانيا.

واوضحت مصادر دبلوماسية انه تمت اضافة اسماء 13 شخصية روسية او موالية للروس الى قائمة الـ 48 شخصا المستهدفين بعقوبات خصوصا حظر الحصول على تأشيرة وتجميد الارصدة، بينها مساعد رئيس ادارة الكرملين فياتشيسلاف فولودين.

وللمرة الاولى منذ بدء الازمة الاوكرانية، فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على شركتين: شركة كيرنومورنفتغاز التي سبق ان استهدفتها العقوبات الاميركية وشركة فيودوزيا للنفط.

وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك اعلنوا في وقت متاخر الاحد ان حوالى 90% ادلوا باصواتهم في الاستفتاء مع نسبة مشاركة تقارب 75 بالمئة. وحققت الـ\”نعم\” في منطقة لوغانسك المجاورة نتيجة اعلى ايضا.

اقتصاديا، هددت شركة الغاز الروسية العملاقة \”غازبروم\” بوقف شحنات الغاز الطبيعي الى اوكرانيا ابتداء من 3 حزيران المقبل، اذا لم تسدد كييف بحلول هذا التاريخ وفي شكل مسبق ثمن شحنات الغاز عن الشهر المذكور.

ووصل وزير الخارجية الألماني فرانك- فولتر شتاينماير إلى كييف في مسعى جديد للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.
وأكد شتاينماير، الذي حضر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، على اعتباره الاستفتاء غير قانوني، مضيفا \”لا يمكننا، ولا ينبغي، أن نأخذه على محمل الجد\”.
وقال المتحدث باسمه، مارتن شائفير، إن رحلة امس الثلاثاء تهدف إلى دعم إجراء حوار وطني تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقد أصدرت المنظمة لاحقا بيانا قالت فيه إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يؤيد خطتها للطريق من أجل نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.
وكان شتاينماير قد شارك في جهود دبلوماسية على مدى شهور بشأن الأزمة، بينما أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عدة محادثات هاتفية مع الرئيس بوتين.

إقرأ أيضا