يجد الكثير من سكان الشرق الأوسط في بعض الأحيان، صعوبة في استيعاب النكتة. هكذا، يرى محرر المدونة الساخرة \”بان أرابيا إنكوايرر\” الأمر.
أما الموقع المتخصص بنشر الأخبار الساخرة، والذي أنشئ سابقا في إمارة دبي، فيحصل على حوالي 400 ألف قارئ شهرياً. ويتكرر المقالب الإخبارية من مواقع هزلية عدة من بينها موقع أميركي شهير \”ذي أونيون\”.
وقال محرر \”بان أرابيا إنكوايرر\” الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، \”إذا حكمنا من خلال ردود الفعل التي يتلقاها الموقع، فهي تنقسم مناصفة بين فئة من الناس تعتبر أن الأخبار عبارة عن مزحة فقط، وفئة لا تراها بمثابة مزحة\”. وأضاف \”قصصنا تولد الغضب من الناس الذين يشعرون بالغضب، وأنا لا أريد أن أكون النقطة المحورية في هذا الغضب\”.
أما القصة الساخرة التي نُشرت الشهر الماضي، والتي تدعي وجود ممر جديد معبّد بطبقة من الذهب على الطريق بين إمارتي دبي وأبو ظبي، فأثارت غضباً حقيقياً. وكتب أحدهم معلقاً \”هذا أمر يثير الاشمئزاز، إذ تبنى هذه المشاريع على ظهر العمال المستعبدين في جميع أنحاء العالم.. أشعر بالهول من جميع هذه الأخبار التي تخرج من هذا البلد\”.
ونشر مقال آخر على \”بان أرابيا إنكواريرر\” حول \”طيران الإمارات\”، وزعم المقال أن الشركة ستقدم خدمة صالات الشيشة، على متن رحلاتها، ما دفع بالعديد من المواطنين للإتصال بشركة الطيران والاستفسار عن الخبر، بينما نقلت بعض المواقع الإخبارية الخبر وكأنه حقيقة.
أما \”سذاجة\” القراء، فيعزوها محرر الموقع إلى السخرية الناشئة في الشرق الأوسط، إذ أوضح أن \”التهكم ليس أمراً غريباً تماما، وليس مفهوما معروفا في الوقت ذاته في هذا الجزء من العالم. الناس هنا لديهم ميل إلى تصديق كل شيء يُنشر في الصحف\”.
وقال المدون الأردني فادي زغموت \”لقد كان لدينا دائما مجالا للهجاء، رغم أن الأخبار الساخرة تجد أرضا خصبة في لبنان بسبب تعدد وسائل الإعلام، والنظام السياسي، ومستوى حرية التعبير، إلا أنها موجودة في الأردن بسبب المسرحيات، وكتاب الأعمدة في الصحف، والرسوم الكاريكاتورية\”.
وأشار محرر الموقع إلى وجود \”جوع\” لهذا النوع من الأخبار الساخرة في الشرق الأوسط\”، مضيفاً \”الناس يقولون الحمد لله هناك شيء من هذا القبيل هنا.. وبدأ القراء بإرسال في قصصهم الخاصة\”.
ويذكر أنه في وقت سابق من الشهر الحالي، تم توقيف برنامج الاعلامي المصري باسم يوسف، بسبب سخريته من النظام العسكري في مصر. وواجه كوميديون آخرون في المنطقة العربية القدر ذاته، ومن بينهم المنتج التونسي لمسرح الدمى السياسية سامي فهري، الذي تم سجنه لفترة عام واحد بسبب دعاوى مرتبطة بالفساد.
وكذلك، تم سجن المدون السعودي رئيف بدوي لفترة سبع سنوات، وشملت عقوبته 600 جلدة بسبب سخريته من الشخصيات الدينية.