شاهدنا نوابا كثرا يغيبون عن جلسات البرلمان وليسوا معنيين بهموم المواطن. شاهدنا نوابا يصلون الى قبة البرلمان بخفي حنين ويخرجون منه بأرصدة فلكية. شاهدنا نوابا يسخرون من الشعب ويتعالون عليه. شاهدنا نوابا يجندون انفسهم للدفاع عن هذه الجارة او تلك. شاهدنا نوابا مخلصين يواظبون على حضور جلسات البرلمان ولهم حضور مؤثر فيه. شاهدنا من هذا البرلمان واعضائه ما يسر العدو والصديق، لكن الشيء الملفت او ربما غير الملفت في بلد مثل العراق، ان يخطب احد النواب بين المتظاهرين بتفاصيل امنية ويظهر نفسه عارفا بخفايا الامور لا تفلت منه صغيرة ولا كبيرة، يعرف ما يدور في بال الساسة والقيادات الامنية ومخططات دول الجوار والكونغرس الامريكي وكل من حوله، يدعو للأقاليم ويدافع عنها لكنه في ذات الوقت لا يعرف عن شؤون محافظته شيئا! انه لا يعرف حتى اسم المحافظ والى اي كتلة ينتمي! رغم ان ذلك النائب من ابطال المحاصصات الطائفية العرقية بامتياز، ذلك ما بدا واضحا من خلال حوار له مع احدى الفضائيات.
هذا النموذج المشوّه للنائب يخلق فجوة كبيرة بين الجمهور والسياسي، بين الطبقة السياسية بشكل عام وبين عامة ابناء الشعب، نواب اداروا ظهورهم للمسؤولية والامانة وفتحوا احضانهم للأموال، نواب تفرغوا للسجالات العقيمة هنا وهناك ولكنهم غير مستعدين حتى لحضور جلسات البرلمان.
من هوان هذه الدنيا ان ينفق الشعب جزءا غير يسير من ميزانيته على نائب كذلك الذي تمت الاشارة اليه وامثاله الكثر، اكثر من ذلك ان بعض النواب تتلخص مهمتهم في استغلال موارد الدولة من اجل زعزعة الامن. نوابنا الكرام بدلا عن ان يبذلوا جهودا مضاعفة للملمة الاوضاع في بلد يعيش فوضى عارمة مثل العراق، تراهم يسوّفون ويضيعون الوقت كما يحلو لهم، من عطلة الى اخرى ومن ازمة الى ثانية، كثيرة هي الازمات السياسية التي لم تذكها ولم ترسخها الا عنجهية بعض النواب للأسف الشديد، فيما يفترض ان يكون دورهم هو العكس تماما.
بالله عليكم.. ماذا يستفيد الشعب العراقي من بعض اعضاء البرلمان اذا كانوا طيلة السنوات الاربع لا يتعدى حضورهم لجلسات مجلس النواب عدد اصابع اليد الواحدة رغم انهم يحصلون على مميزات توازي مميزات الوزير، ثم بعد ذلك تكلل جهودهم المشكورة جدا براتب تقاعدي يصل لآلاف الدولارات؟!
gamalksn@hotmail.com