خلال مشاركتها في مؤتمر لحقوق الإنسان وبحضور وزراء وممثلي الحكومة النمساوية، دعت الناشطة الحقوقية “نادية مراد” دول أوروبا والعالم، إلى اتخاذ خطوات مماثلة للخطوات التي اتخذتها دولة المانيا الاتحادية عندما اعترفت رسمياً بالابادة الجماعية واستقبلت الالاف من الإيزيديين وساعدتهم على تخطي جزء من الصعوبات التي توجههم في العراق.
وقالت الناشطة والمدافعة عن حقوق الإنسان نادية مراد، للمشاركين في المؤتمر والمسؤولين في الحكومة النمساوية، إن “الإيزيديين تعرضوا لهجمة كراهية ممنهجة خلال الأسابيع الماضية، حيث حاولت الجماعات المتطرفة في إقليم كردستان وعموم العراق تكملة ما بدأه تنظيم داعش ضد الإيزيديين في 2014 من خلال التحريض على ابادتهم مجدداً”.
وأضافت مراد، “بعد تحرير قضاء سنجار، تخلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية عن القضاء وعن الإيزيديين، حيث لا أحد منهم كان يرغب في الاستثمار بقضاء سنجار”، منوهة، إلى أن “الإيزيديين في العراق يعيشون حياة غير مستدامة، وليسوا في أمان بسبب خطابات الكراهية”.
وعلى هامش المؤتمر، التقت مراد، بالمحامية الدولية أمل كلوني، وتباحثت معها حول مستجدات القضية التي تعمل عليها بشأن النساء الإيزيديات اللواتي وقعن ضحايا الاستعباد الجنسي وتعرضن للعنف الجنسي والجسدي والإبادة الجماعية من قبل تنظيم “داعش” كما وتحدثوا عن عملهم المشترك في ملف محاسبة عناصر داعش وجمع الادلة وشهادات الناجيات الايزيديات لاستخدامها في المحاكم الدولية.
وذكرت، أن “الإيزيديين يواجهون مصيرهم لوحدهم، ويتم إهمالهم من قبل الحكومتين الاتحادية وحكومة الإقليم، إذ لم تُقدما شيئا لمساعدة الإيزيديين على العودة”.
وكانت مراد، ناقشت مع وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، يوم الثلاثاء الماضي، في العاصمة فيينا، أوضاع الإيزيديين بما في ذلك، فتح أبواب اللجوء أمامهم واستقبالهم، كما دعته وحكومته للاعتراف بجريمة الإبادة الجماعية وإدانة التصعيد الأخير لخطاب الكراهية ضد الإيزيديين في العراق.
يشار إلى أن العراقية الإيزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، أدانت خطاب الكراهية الأخير تجاه المجتمع الإيزيدي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمالي البلاد، قبل أسبوعين من خلال بيان نشرته لوسائل الإعلام وأرسلت نسخة منه إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
وشهد قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، توترا ملحوظا قبل نحو أسبوعين، بسبب اتهامات غير مسندة لمجهولين بحرق مسجد، ما دفع أبناء المكون الإيزيدي لإدانة الحادثة واستنكار عمليات التحريض ضدهم.