حذر الناشط العراقي الايزيدي مراد إسماعيل، من تداعيات الصراع السياسي المتصاعد بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وانعكاسه على وضع الايزيديين ومناطقهم الواقعة ضمن الرقعة الجغرافية المتنازع عليها، خصوصا في ظل شيوع الانقسامات السياسية والعسكرية الحالية.
وفيما امتنع إسماعيل عن التعليق حول استفتاء الإقليم، كشف عن عودة نحو 55 ألف نازح الى قضاء سنجار، وبقاء 300 ألف في مخيمات الاقليم، منبّها الى أن الفترة القادمة ستشهد تشكيل فريق تحقيق دولي عراقي للنظر في الأدلة حول جرائم الابادة الجماعية بحق الضحايا الايزيديين وجمعها وتوثيقها.
وقال مراد إسماعيل المدير التنفيذي لمنظمة يزدا التي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرا رئيسيا لها إن “القضية الايزيدية لا تلقى الاهتمام الكافي على الصعيدين العراقي والكوردستاني، ولاسيما أن هناك ملفات أكثر تعقيدا كملف الاستقلال، فالايزيديون بعد تعرضهم الى إبادة، وبعد أن انتظروا ثلاثة سنوات لايجاد حل يوفر لهم الامن والامان وحق العودة، يجدون أنفسهم اليوم خارج المناقشات السياسية حول مستقبل البلاد والاهم مستقبل مناطقهم”.
وأضاف مراد “طالبنا في لقاءات مع الامم المتحدة قبل ثلاثة أسابيع ومع الجهات الدولية الاخرى ايضا، باهمية احتواء الايزيديين في اية مناقشات تخص مستقبلهم ومستقبل مناطقهم في شنكال (سنجار) او سهل نينوى بما فيها بعشيقة وبحزاني وشيخان”.
وبشأن اخر القرارات حول ملف القضية الايزيدية داخل الأمم المتحدة وتجاوب الحكومة العراقية، ذكر أن “قانونا دوليا صدر من مجلس الامن الدولي بتاريخ ٢١ أيلول (سبتمبر) الماضي، وتحت الرقم 2379 ويخص محاسبة تنظيم داعش على الجرائم الكبرى في العراق، ومنها جرائم الابادة، وجرائم الحرب، وجرائم ضد الانسانية”، منوها الى أنه “خلال الفترة القادمة سيتم تشكيل فريق تحقيق دولي عراقي للنظر في الادلة وجمعها”.
وتابع “الحكومة العراقية كانت قد وافقت على هذا القرار وسيتم تنفيذه بالتعاون بين الامم المتحدة والعراق، ونسعى ان يشمل القرار انتشال المقابر الجماعية، وتوثيقها بشكل محترف، وجمع الادلة وشهادات الضحايا الخاصة بالابادة الجماعية التي ارتكبت بحق الايزيديين”.
وأضاف الناشط العراقي الايزيدي المعروف أن “الايزيديين يمرون بظروف عصيبة، وقضيتهم اليوم هي قضية وجود، فبعد ثلاث سنوات من الابادة، لا زال معظم الايزيديين نازحون في مخيمات اقليم كوردستان”، لافتا الى أنه “عاد الى شنكال (سنجار) ما يقرب من ٥٥ الفا فقط، في حين يتواجد هناك أكثر من ٣٠٠ الف نازح”.
ولفت الى أن “المناطق الايزيدية اصبحت اليوم مناطق صراع محلية واقليمية، حيث يسيطر على شنكال ثلاثة قوى مختلفة باجندات مختلفة، ومنها قوات تابعة للاقليم، وقوات الحشد، بالاضافة الى قوات قريبة او تابعة لحزب العمال الكوردستاني (ب ك ك)”.
وأردف “نعمل اليوم على بلورة مشروع وحدة بين الاطراف الايزيدية، لكي نستطيع التعامل مع ملف الايزيديين في العراق واقليم كوردستان، ونسعى الى تشكيل مجلس او كونغرس إيزيدي عالمي يشمل جميع الاطراف السياسية والاجتماعية المختلفة، ليتحول الى جهة تتمكن من الدفاع عن القضية الايزيدية”، محذرا من “تداعيات الصراع السياسي الحالي بين المركز والاقليم، لأنه لا يخدم قضايا الايزيديين، ولا مستقبل مناطقهم، وهناك مخاوف حقيقة من ان تصبح مناطقنا مناطق صراع عسكري ان تدهورت الامور بين جميع الأطراف”.