صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“نخيل عراقي”.. واحة نادرة للفن والأدب وسط بغداد (صور)

بأعوام قليلة فقط، تمكنت منظمة “نخيل ثقافي” من التحول إلى واحة غنّاء من واحات بغداد المأهولة بالفن والأدب والإبداع، ما جعل مقرها الشامخ وسط بغداد، مركزا للكثير من الفعاليات الثقافية التي يقصدها الأدباء والفنانون، كان آخرها واحدا من أهم نشاطات اتحاد الأدباء العراقيين.

بأعوام قليلة فقط، تمكنت منظمة “نخيل ثقافي” من التحول إلى واحة غنّاء من واحات بغداد المأهولة بالفن والأدب والإبداع، ما جعل مقرها الشامخ وسط بغداد، مركزا للكثير من الفعاليات الثقافية التي يقصدها الأدباء والفنانون، كان آخرها واحدا من أهم نشاطات اتحاد الأدباء العراقيين.

ما إن يدخل الزائر المكان بمساحته الفسيحة المزينة بحديقة منمقة، حتى يشعر بالخشوع في حضرة قاعاتها المكتنزة بأندر القطع التراثية وكل ما له علاقة بعبق التاريخ الإبداعي للمجتمع العراقي، بدءا من المقاعد واللوحات والساعات الجدارية، وليس انتهاءً بأجهزة المذياع والتلفزيون التي تعود إلى حقب زمنية بعيدة، فضلا عن الأبواب الخشبية العتيقة والضخمة.

فيما تنتصب داخل إحدى قاعاتها التي تضم نشاطات وفعاليات ثقافية مستمرة، جداريات متوسطة الحجم تحمل أسماء قامات فنية وأدبية عراقية، وتضم بعض محتوياتهم ومخطوطاتهم، بينهم الشاعر والروائي الراحل حسب الشيخ جعفر، والناقد المعروف عبدالرضا علي، والشاعر الشعبي الراحل عريان السيد خلف، والنحات المخضرم نداء كاظم، وغيرهم، فضلا عن احتوائها على مسبحة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.

ولا تنتهي الأسماء الإبداعية الكبيرة عند تلك الجداريات المحاطة بمنحوتة نادرة للفنان الراحل مؤيد نعمة، بل توزعت أسماء قامات إبداعية أخرى على قاعات صغيرة، أمثال الجواهري، ومظفر النواب، ومحمود درويش، وغيرهم.

وحول بدايات منظمة “نخيل عراقي” يقول مؤسسها ومديرها الشاعر مجاهد أبو الهيل، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “المؤسسة بدأت بمغامرة أقرب للحلم، في عام 2009 كمشروع ثقافي حالم، عبرت عن ولادتها بسبعة مطبوعات ابداعية لنخبة من المبدعين العراقيين من بينهم، الشاعر حسب الشيخ جعفر، وصلاح نيازي، وأجود مجبل، وعارف الساعدي، وآخرون، وسجلّت بذلك حضورا لافتا في معرض العراق الدولي للكتاب بفتح جناح خاص باصداراتها والتعريف بمشروعها”.

ويضيف أبو الهيل، أن “نخيل عراقي، توقفت لتعيد التقاط أنفاسها بعد 10 أعوام من اللهاث وراء الحلم لتعلن عن ولادتها من جديد، حيث سجلت كمنظمة ثقافية في دائرة المنظمات غير الحكومية عام 2018 لتعاود حراكها بطريقة رسمية”.

ويتابع أنها “كرمت نخبة من رواد الثقافة والفن والإبداع بنسخة من تمثال الجواهري في حفل انطلاقتها الثانية، بينهم الروائي والصحفي الرائد حسن العاني، والشاعر العربي الكبير شوقي بزيع، والناقد الكبير البروفيسور عبد الرضا علي، والنجمة العربية سُلاف فواخرجي، والمخرج وائل رمضان، والمفكر العراقي غالب الشابندر، والروائي العراقي والعالمي علي بدر، وآخرين”.

يشار إلى أن الاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين، أقام مؤتمره السنوي حول السرد، في إحدى قاعات المنظمة، والذي ضم نخبة مهمة من كتاب ونقاد عراقيين وعرب وأجانب، لم يخفوا إعجابهم بالمكان.

ويردف “نخيل عراقي أقامت العديد من الأماسي الشعرية والندوات الثقافية لنخبة من الفاعلين في المشهد العراقي والعربي، كما افتتحت نخيل عراقي مكتبة مختصة بالأدب والثقافة سجلتها باسم الناقد عبد الرضا علي الذي اهدى مكتبته الشخصية للمنظمة”، مشيرا إلى “افتتاحها متحفاً لمقتنياتها ضم العديد من الأجهزة الفنية والأنتيكات النادرة”.

فيما أطلقت مدونتها الإلكترونية بمجلات ثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستحوذت على اهتمام النخب العراقية والعربية، وتضمنت وكالة أخبار نخيل عبر تطبيقات على أبل وأندرويد، لتكون الوكالة الأولى المعنية بالثقافة والفن والمجتمع، كما يضيف أبو الهيل.

وينوه إلى “إطلاق المنظمة مبادرة أور مهد الحضارات وملتقى الأديان، خلال العام 2021، تزامناً مع زيارة البابا الى مدينة أور الحضارية، حيث اختارت الموسيقار العالمي سفير اليونسكو للسلام، نصير شمة، رئيسا فخريا لها”.

يذكر أن منظمة “نخيل عراقي” أعلنت مؤخرا عن مشاركتها في معرض بغداد الدولي للكتاب بالعديد من إصداراتها الشعرية التي رفدت المكتبات العراقية والعربية، بأسماء إبداعية معروفة وأخرى مغمورة، قادمة من مختلف ربوع البلاد.

إقرأ أيضا