صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

نسفه داعش قُبيل إكماله.. متى تنطلق صافرة ملعب الرمادي؟

ينتظر الأنباريون منذ عقود، أول ملعب كبير يحتضن جماهيرهم وينشّط الحركة الرياضية في أكبر محافظات العراق مساحة، لكن مشروع الملعب الأولمبي منذ إطلاقه قبل 11 عاماً بقي أسيراً لآثار الحرب المدمرة التي دارت في المدينة وأتت على 90 بالمئة منه، وبعد خلاص الرمادي من تنظيم داعش مازالت التخصيصات المالية تؤخر انطلاق الصافرة فيه.

ينتظر الأنباريون منذ عقود، أول ملعب كبير يحتضن جماهيرهم وينشّط الحركة الرياضية في أكبر محافظات العراق مساحة، لكن مشروع الملعب الأولمبي منذ إطلاقه قبل 11 عاماً بقي أسيراً لآثار الحرب المدمرة التي دارت في المدينة وأتت على 90 بالمئة منه، وبعد خلاص الرمادي من تنظيم داعش ما زالت التخصيصات المالية تؤخر انطلاق الصافرة فيه.

ويقول قائممقام قضاء الرمادي إبراهيم العوسج، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ملعب الأنبار الأولمبي هو واحد من المشاريع الكبرى الذي كان من المفترض أن تحتضنه الرمادي منذ أعوام، وهو ليس ملعبا فحسب، بل مدينة رياضية تحتوي على ملعب رئيس بسعة 30 ألف متفرج وملاعب ثانوية وفندق، وأن نسبة إنجازه وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة قبل عام 2013، لكن للأسف، قام تنظيم داعش بتدمير الملعب بشكل كامل وأعاد المشروع إلى نقطة الصفر”.

ويضيف العوسج، أن “العمل في المدينة الرياضية استؤنف من جديد عام 2016 بعد تحرير الرمادي، واليوم وصلت نسب الإنجاز إلى نحو 70 بالمئة والشركة المنفذة أبدت استعدادا أن تكمل عملها قبل موعده، لكن قلة التخصيصات المالية حالت دون ذلك، ووزارة الشباب والرياضة لم تكن منصفة في إنفاق الأموال لمحافظة الأنبار وبالذات فيما يخص الملعب الذي كان واحدا من أهم العراقيل، ونتمنى أن تكون الوزارة منصفة في عملية إطلاق التخصيصات”.

ووضع حجر الأساس أكثر من مرةٍ لمشروع المدينة الرياضية في الأنبار ابتداءً من العام 2012 محالا لشركات دولية ومحلية مختلفة، وتوقفت أعمال البناء بعد وصول نسبة الإنجاز إلى 50 بالمئة في العام 2015 بسبب سيطرة تنظيم داعش على المحافظة، وبعد مرور خمس سنوات وفي الثاني من آذار مارس 2020، جرى وضع حجر أساس جديد للمشروع لإعادة البناء وبكلفة 122 مليار دينار.

وقام تنظيم داعش بعد فرض سيطرته على منطقة الملعب الواقعة شمالي الرمادي مركز محافظة الأنبار، بتفجير ملعبها الأولمبي وهو قيد الإنشاء بالكامل في 19 تموز يوليو 2015، عبر استخدام عبوات ناسفة شديدة الانفجار، وكانت نسبة الإنجاز في الملعب قد تجاوزت 70 بالمئة.

من جانبه، يذكر مدير عام الدائرة الهندسية والفنية في وزارة الشباب والرياضة عبدالخالق خضر الخفاجي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العمل في المشروع أحيل سنة 2011 لشركة كورتاش التركية وبمبلغ إجمالي قدره 116 مليار دينار، لكن بعد دخول داعش واحتلاله المحافظات الغربية جرى الاستيلاء على الملعب وتدميره بشكل كامل والقيام بعمليات نهب موجوداته”.

ويضيف الخفاجي، أن “الملعب تعرض إلى ضربات جوية جراء تمركز داعش فيه، ما أدى إلى حدوث أضرار كبيرة”، لافتا إلى أن “الشركة المنفذة وبعد خروج داعش وتحرير الأنبار، قامت بطلب إنهاء العقد بحسب قرار 347 وتم إنهاء العقد معها بسنة 2015”.

ويتابع: “بعد ذلك قمنا بمخاطبة أحد المكاتب الاستشارية الحكومية لإجراء التقييم النهائي للمشروع ومدى صلاحيته لإعادة العمل فيه، فظهر التقرير من خلال المكتب الاستشاري بأن الملعب تعرض أساسه إلى أضرار كبيرة ولا يمكن بقاؤه كمنشأ، حيث تم هدم الملعب وإعادة كشف جديد للملعب، وتمت إحالته إلى شركتين هما DKA التركية وشركة الطريق الصحيح للمقاولات”.

ويواصل الخفاجي، أن “الشركة باشرت أعمالها بعد الإحالة في شهر شباط فبراير 2020، حيث أن العمل مستمر في الوقت الحالي، وبنسبة إنجاز تصل لأكثر من 65 بالمئة، ومن المتوقع أن يكتمل العمل خلال السنة المقبلة”، لافتا إلى أن “مدة العمل في المشروع تبلغ 900 يوم بدأت من تاريخ المباشرة في العمل”، دون تعليق منه حول أسباب التلكؤ بالإنجاز.

ولا تمتلك الأنبار حتى الآن ملعبا رياضيا لإقامة مباريات كرة القدم، سوى ملاعب الإدارة المحلية وهي غير مهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من الجماهير، كما لا يوجد ناد رياضي يمثل المحافظة في دوري كرة القدم الممتاز منذ أعوام طويلة، إذ يسعى الأنباريون للوصول إلى هذا الدوري بمساعدة الملعب المزمع إنشاؤه ليدفع الحركة الرياضية إلى الأمام.

وفي السياق، يقول معاون محافظ الأنبار للبلديات والعقارات والمتحدث الرسمي باسم المحافظة إبراهيم نوري بديوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مشروع ملعب الأنبار الأولمبي الذي يتسع لثلاثين ألف متفرج، بدأت المباشرة الأولى به في تشرين الأول أكتوبر 2011 ومقدار الأضرار التي أصابت المشروع من أعمال داعش 90 بالمئة”.

ويضيف بديوي، أن “الشركة المنفذة الحالية هي شركة الطريق الصحيح للتجارة والمقاولات العامة وشركة DKA التركية، وكان مبلغ الإحالة أكثر من 100 مليار دينار (نحو 70 مليون دولار)، أما المدة المتوقعة لإنجاز المشروع فتتعلق بتوفير التخصيصات المالية من قبل وزارة الشباب والرياضة”.

ويؤكد أن “منشآت رياضية أخرى ستلحق بالملعب مثل تخصيص مكان لإنشاء مسبح أولمبي مغلق وقاعة مغلقة سعة 2000 متفرج”، مبيناً أن “المحافظة تبذل جهود كبيرة في تسريع إنجاز العمل”.

يذكر أن العراق شهد حركة إعمار كبيرة لإنشاء الملاعب بعد 2003، فبعد أن كان يمتلك ملعبا دوليا وحيدا وهو ملعب الشعب في العاصمة، أصبح الآن يمتلك أكثر من خمسة ملاعب مهيأة لاستقبال بطولات دولية وأهمها ملعب جذع النخلة في المدينة الرياضية في البصرة بسعة 65 ألف متفرج، ثم جرى إنشاء ملعبين أولمبيين في كربلاء والنجف، والحبيبية في بغداد، بالإضافة إلى ملعب فرانسوا حريري في أربيل.

إقرأ أيضا