أتعرف كيف كبرنا بكل هذا الهدوء
عندما غادرْنا حماقاتنا الصغيرة
وهل الحريّة إلا حماقةٌ نبيلة؟
الحريّة ألاّ نكبر..
بوسعي الآن أن أنفثُ للهواء
وكل الكلمات المحبوسة التي تأخرت في مجيئها كما أفعل مع سيجارتي الفاتنة..
الكلمات التي ندمت لأنني لم أقلها حين كان هناك ما يُدعى بـ “الوقت الصحيح”.
أسعلُ إثر ذلك كثيرًا فيخمشني الحنين مثل عصفور جارح..
ياحبيبي..
كل ما بيننا كلمات.. هي فرائسي الضائعة وسهامي المكسورة.
تمسّني الحياة أحيانًا كمس الجن
فأتخبط هنا وهناك، لكن العالم يُسرع لرقيتي فأهدأ وأستسلم للأقدار بجسد مفكك..
نبشت أعماقه الحروب كما ينبش الطفل الدمى المحشوة بالقطن..
باحثا عن سر الروح المسكونة فيها
باحثًا عن دواخلها..
هكذا روحي محشوة بأصابع كثيرة
وأغانٍ عذبة لم تُسمع
ولدت في تواريخ سوداء
لتدفن مع بياض القطن.
…
والخيال..
غزال شارد
أو كما تمنيت أن أكون
نملة…
ليس لي من ينتظرني لأعود إليه
آخر النهار.
أو لربما سلحفاة..
فأنا بطيئة التعامل مع الزمن
كلانا يحمل أيامه معه
لكنني أحب الذئاب
أحبها لأنها لا تُحاول أن تتمثل الزُّهد..
لا ليل يوقظ صوت ضمائرها
لكم نالت مني الأقدار…
أترك أثري وأخطو الخطوة وأرى الطريق فأخشاني وأخشاها ولا أملك جرأة الإقدام عليها..
كم كان عسيرا.. علي أن أختار طريقًا لا أبصر فيه سوى أعتابه
وأن أقول كلمة لا أعلم بأي وادٍ ستودي بي.
…
هكذا يبدو العالم أجمل
من شق فستان
لامرأة ينكسرُ الضوء خجلاً من بياضها..
لم تكن لدي رغبة لأبدو مذهلة في عيون الآخرين..
بقدر ما كنت أحارب لأحتل ركنًا صغيرًا من مساحة هذا العالم المكتظ بالعنوانات والمنصات البالية
استهلكت رؤوس اصابعي.. أكرر تمريرها على جفاف شفاهي الرطبة..
أسكن حياة لم تسكني..
أطوف على قديم نصوصي بصوت الريح
كالحدث المجرد من الزمن
ومن الحروب الباردة الطويلة
حتى صرت الطلقة المدفونة
في حزن هذه البلاد.
…
كان متعباً
أظنه كان متعباً
حين قال لي
بأن الحياة
هي إثم الله الأعظم
هي خطأنا الصحيح
وصحيحنا الخاطئ..
هي حبّنا الذي نعشق خياناتِه التي لاتنتهي..