[spoiler]
قالت عُزلته: أينَ دمي البعيد يجري؟ ومن أيّ ارتفاع شاهق يهوي، فـأنا امرؤٌ أيضا يحب ارتفاع سياج قصير، وأناقة الضحى الرجراج بالزهور، لماذا يفندني وجه الفصول، وطعنتُهُ، ويلقي بما أتذكرهُ وأنساه، في هسيس العناصر الذي غمر العندليب أمّا انبلاج الأمل فقد أتعبَ مصانعَ الشعر، وها هو أيضا كلمةٌ تلتهمني مثل حجر كريم تلعقهُ الحرائق، تنغلقُ عليه أذرعٌ تتصاعد تُغرقُه في كتلة الوضوح العاليةِ الألسن وكشجر منتصر في نسيج اليباس، وقمر كامل فوق الوجود مباشرة تساقطتُ ثانية في درج بارد وجها لوجه أمامَ المرايا، وقصّةِ تجاعيدها حيث أرفسُ العزلة قرب مقص وإبرة هكذا قد تكونُ المتاهات أحيانا: دما يجري، واصفرارا وعلبةَ شغل حادة ثمّ دار الزمانُ جيدا، ودار، وهبطتْ في ثَنيةِ النوافذ كُلّ الرمال المُسنّة تماما كما في الخرائب صار المواءُ رصيفا موحشا، وتزوّجَ الارتطامُ أخيرا بأسنانه بين الجماجم الجاحظة صراخٌ وخوف. صراخ وخوف، حيث يصرخُ النهر ويقول: أصرخُ وأخاف يتلفتُ في بئر ذهوله ويهرّهُ طبلُ أعماقه: أن انزلقْ بعيدا تحت جلادةِ رائحة الاختناق وصدّقْ أنك عينٌ أخرى، نزلت من مذاق الحواس إلى عدسةِ العمى وإلى متى تقول: سأدلّ أرضا تتفطر إلى دلو باذخ ، ولي طباعٌ كالسحر:
سأنجو عندما أنفخُ في يد منسية
أدحضُ (ساخرا) اشتعالَ الفخاخ من حولي: أيا فخاخا من حولي، صمتا، وأحلمُ بالدفء المفاجئ مثل امرئ وامرأة يتحقّقان، ويُمسي الرقصُ حرّا هكذا :
لذة الحب لصق أسمائها اللزجة تتفتحُ من فهارس زرقتكَ أيها الموت
وسيضحكان هكذا : من ذكرَ سيرةَ الرمال هذه الليلة؟
…
كل هذا وتقول عزلة النهر: أينَ دمي البعيد يجري؟ في أي حقيقةٍ يغيب وفي أي مَجاز يعود؟
فأنا امرؤ أيضا
يلعبُ قربَ فضّةِ الشواطئ ويسمي الكلمات: الحدائق
يرقصُ أرحبَ مما يشاء، ويبني من التوثّبات المشعة
رملَ الطفولاتِ وتيجانها الساطعة
يا عزلته، يامن من عثرنا عليكِ أخيرًا
سنُقلّبُ كلّ فصوصهِ الملح
ونبكي…