نكات العراقيين على \”فيسبوك\” تنال من الرؤساء الثلاثة.. والجعفري ومها الدوري وسعدي الحلي

العراقيون يحولون سياسييهم إلى نكتة على \”فيسبوك\”، والشخصيات الأبرز للضحك هما الندان في العملية السياسية، نوري المالكي، رئيس الوزراء زعيم ائتلاف دولة القانون، ومها الدوري، البرلمانية عن التيار الصدري، إلا أن السياسيين ليسوا وحدهم من يصبحون نكتة، فلديهم شركاء مثل سعدي الحلي، المغني العراقي الشهير، ونجوم الكوميديا المصرية، وفي هذا العالم الافتراضي الجميع متساوٍ، والجميع يصلح للتعليق على أمر يثير العجب، وما أكثر الأمور التي تثير العجب في هذه البلاد.

لزوم ما يلزم

 

تبدو مها الدوري، القيادية في التيار الصدري، الأكثر تواجدا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي \”فيسبوك\”، إذ تصلح الدوري لكل تعليق. أحد الأشخاص يكتب \”امتحانات الوقف الشيعي تأجلت\”، وسرعان ما يلحقه زميله بصورة للدوري وهي ترفع إصبعها، والهالات السوداء تحت عينيها بارزة وتقول \”كله من ورة المالكي\”، وتستعمل جملتها الشهيرة على \”فيسبوك\” في كل مكان تقريبا، فمن الطبيعي أن يكون هناك موضوع جاد مثل \”تظاهرة\” وأن يلحق بصورة الدوري \”كله من ورة المالكي\”.

وفي بداية الأمر، كان الأمر نكتة كبيرة، تأتي بضحكات كبيرة لكل من يعلق، لكن الخصوم يظهرون على فيسبوك شخصيات مختلفة، فمثلا يعلّق أحدهم تحت صورة الدوري بصورة للمالكي وهو مبتسم ويقول \”ما ننطيها\”، وستترى التعليقات الضاحكة بعد ذلك، وربما الشاتمة أحيانا للسياسيين، الأمر الذي يجعل صور السياسيين \”لزوم ما لا يلزم لكلّ شيء\”.

النجوم.. إلى جانب بعض

نكات العراقيين على "فيسبوك" تنال من الرؤساء الثلاثة.. والجعفري ومها الدوري وسعدي الحلي

 

ويبدو نجوم السياسة الذين تملأ صورهم شاشات التلفاز والصحف متلاصقين تماما على فيسبوك مع نجوم الفن، فاللمبي، الشخصية التي مثلها محمد سعد، الفنان المصري، تبدو متلاصقة مع السياسيين، فهنا لا وجود لتابو يمنع تواجدهما قريبا من بعضهما، كما لا مانع من وجود إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية، في نهاية كل حوار \”فيسبوكي\” بجملته الشهيرة \”والله ما ادري\”، هنا لا فارق كبير بين الجميع، وربما تعلو كفة اللمبي على كفة سياسيين في أماكن حساسة من الدولة، فالعميد سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية مثلا، صالح لتكذيب أي شيء ينشر على فيسبوك، وهو أيضا صالح لإدانة أي أمر، لاسيما بعد أن عرفت عنه تصريحاته بعد كل سلسلة تفجيرات بأن الأمن مستتب، وأن \”عدد القتلى هم 4 فقط\”، كما أن جلال طالباني، رئيس الجمهورية، له مكانته الخاصة، فهو يستعمل كناية عن كل نعسان، خاصة وأن صوره الكثيرة في المؤتمرات وهو نائم متوفرة بشدة.

رئيس التحالف.. الشفاف

نكات العراقيين على "فيسبوك" تنال من الرؤساء الثلاثة.. والجعفري ومها الدوري وسعدي الحلي

 

ويبدو في كل هذه الفوضى \”الصورية\” إبراهيم الجعفري، رئيس التحاف الوطني رئيس الوزراء السابق، الأكثر حساسية، فهو غالبا ما يستعمل كبرهان لشفافية الأمور، وهو المعروف بترديد كلمته الأثيرة \”الشفافية\”، والتي كان يطالب جميع السياسيين بالتعامل بها. يعلق أحد الشبان عن خيانة شابة له، فيضع آخر صورة للجعفري بابتسامة تملأ فكيه \”تعامل مع الأمور بشفافية\”، وسرعان ما ينسى الشاب الخيانة ويضحك على صورة الجعفري.

أما أسامة النجيفي، المتجهم دائما، فله نصيبه في فيسبوك، فهو أيضا غريم المالكي، وهما هنا متلاصقان كشخص وظله، ولا يبدو بعيدا عن الدوري، على الرغم من اختلاف الايدولوجيا بين الاثنين، إلا أن تعليقاته المعروفة بشأن الأمن هي مثلها على فيسبوك.

الحلي.. كناية الشذوذ

نكات العراقيين على "فيسبوك" تنال من الرؤساء الثلاثة.. والجعفري ومها الدوري وسعدي الحلي

 

سعدي الحلي، المغني الذي ينتمي إلى محافظة بابل، ذو الصوت الأجش، لم تختلف وظيفته كثيرا عن حرب الثمانينات حيث كان استعارة عن كل شاذ جنسيا ايجابيا. أُعيد إحياء الحلي على الفيس، وصوره كثيرة هذه المرة، فتارة يكون بالزي العربي، وأخرى بزي الأفندي، إلا أن وظيفته تبقى واحدة، فكل شاب ينشر صورة يبدو فيها متأنقا، يكون تعليقه جاهزا: صورة لسعدي الحلي وعليها تعليق \”أطلعلك من الكبر؟\”، أو هناك تعليق أخر \”وين جنت عن عمك؟\”، وكل التعليقات هي كنايات عن إيحاءات جنسية، يود الأصدقاء بها، وفيما بينهم، إيصال فكرة \”ما فعلته جعلك غاية في الجمال\”.

ويبدو الفيس متنفسا حقيقيا في الأيام الأخيرة للشبان، فهو ملاذهم الوحيد بعد استهداف تنظيم القاعدة للمقاهي والملاعب، كما أنه يتيح لهم الكلام عن السياسيين من دون أن يتعرضوا لأي تهديد، ما يجعله مقهى كبيرا صالحا لأي كلام.

إقرأ أيضا