أفق هو اسم العمود الذي انشر به مقالي الاسبوعي، الذي يكون مشاكسا تارة وحملا وديعا تارة اخرى، واحيانا أنشره من اجل البقاء. غير ان الافق يعني السعة واللامحدودية او معنى اخر للامل الذي يسع احلامنا المختلفة. اعترف أني اواجه مشكلة بسعته مؤخرا، واراه يضيق كلما يحين موعد نشره الاسبوعي. يقول همنغواي في احدى رسائله، الكتابة تعني الامساك بعنق الجحيم او شيء من هذا القبيل. اي بمعنى تحس بسعيره عندما تقرر ان تكتب بصدق. (لكن) هي متلازمة لاي حالة موضوعية في وقتنا هذا، ولكن الـ (لكن) مملة، تشعرك بالجهد لمحاولة الوزن وضبط رشاقة مادتك، كما ان ايقاعها يجعل المتلقي يبحث عن اجوبة يريدها منك فيما انت تطرح اسئلة مثله.. لكن، هي بوابة الجحيم الذي يغلق افقي يوما بعد اخر. اعتقد ان هذا هو المقال الاخير الذي ساكتبه.. لا املك شيئا للقارئ ينفعه. مساحتي في الخيال اكبر من الواقع، والعالم يعيش في الواقع الذي لا افهم كيف يسير بمنطقه التبريري الغريب. اذن كيف تكتب لما لا تفهمه؟ هذا ليس بمقال وانما اشبه باشهار حالة افلاس، ولكنه صادق ومريح ومسترد لنفس منقطع جراء ثقل بضاعة الكلمة: قبل ان تنطق ذهنيا تخيل نصاعة بياض نصيحتك الافلاطونية للاخر. ولو كنت مكانه ماذا انت فاعل ايها الكاتب؟.
اعتقد ان الحقيقة واضحة لا تحتاج لمن يؤشر عليها. وكلما بالغنا في ايضاحها بمفاهيم ذات لغة اخاذة رومانسيا نزيدها عتمة بلمساتنا الاخيرة عليها. املي ان لا تكتئب من حقيقة ما اشعر به صديقي القارئ. ثمة افاق اخرى لك فيها ضالتك، واتمنى ضالتي ايضا.