مع اقتراب المصادقة على نتائج الانتخابات، تباينت آراء أبناء الأقليات الدينية في العراق بشأن ممثليهم داخل مجلس النواب، ففيما رحبت جهات إيزدية ومسيحية بالتحالف مع أي جهة شريطة أن تدعم قضاياهم وتقترب من توجهاتهم، تعرض الفائز عن مقعد الصابئة المندائيين الى هجوم حاد من سلفه، واصفا تحالفه مع كتلة مستقلة بـ”الهدر” لحقوق المكون.
ويقول سكرتير المكتب السياسي لحزب تقدم الإيزيدي سعيد بطوش خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحزب لم يعلن تحالفه مع أي جهة سياسية حتى الآن، لا قبل الانتخابات ولا بعدها، وهو يترقب الجهة التي تقف الى جانب القضية الإيزيدية كي يعلن التحالف معها”.
ويردف بطوش، أن “المرشح الفائز عن حزبنا، سوف يعمل على القضية الإيزيدية داخليا وخارجيا”، مشترطا على أي جهة تتحالف معه أن “تكون قريبة من القضية، وتساعد في تحقيق ولو جزء بسيط من متطلباتها”.
ويوضح أن “ما يقرب من 70 بالمائة من الشعب الإيزيدي نازحون في المخيمات باقليم كردستان، وأكثر من 10 بالمائة هاجروا الى دول أخرى”، لافتا الى أن “هناك مرشحين إيزيديين فازوا ضمن قوائم الحزبين الكرديين (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين)، وبكل تأكيد سوف يكون هناك تشتت لوحدة الصوت الإيزيدي”.
وقد تنافس على مقعد الكوتا للمكون الإيزيدي 8 مرشحين، بينهم مستقلون ومنتمون لأحزاب إيزيدية، فيما انسحب خلال السباق الانتخابي حزب البيت الايزيدي، ووفقا للمتحدث باسمه ابراهيم خديدا قاسو، فانه أعلن في أيلول سبتمبر الماضي، أن الانسحاب سببه “عدم نزاهة” الانتخابات، ووجود هيمنة سياسية بأماكن تواجد الأقليات في الموصل وسنجار وفي أماكن مختلفة من محافظة نينوى، بحسب تصريحه.
ووفق القانون، فان للمكون الإيزيدي مقعد كوتا واحد في مجلس النواب عن محافظة نينوى، بالاضافة الى 5 مقاعد للمكون المسيحي عن بغداد ونينوى وكركوك، ومقعد للمكون الصابئي، ومقعد للمكون الشبكي في محافظة نينوى، وللكرد الفيليين مقعد واحد في محافظة واسط.
وسبق لـ”العالم الجديد”، أن تناولت مرشحي الأقليات لمقاعد الكوتا، ومنها الصابئة المندائيون والإيزيديون، حيث كشفت عن وجود صراعات وخلافات وتدخل أحزاب كبيرة في الترشيحات والاستيلاء على المقاعد المخصصة للأقليات.
وبالانتقال الى المكون المسيحي، فيبين المرشح الخاسر عن المكون منار الخوري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المرشحين الفائزين، والذين هم عن حركة بابليون لم ينتموا لغاية الآن لأي حزب أو كتلة أخرى، لأنهم بالأساس ضمن كتلة بابليون”.
ويوضح الخوري، أن “رئيس الكتلة ريان الكلداني، أعلن أنه لم يقم بأي تحالف وأنه على مسافة واحدة من الجميع، لكن من الممكن أن يكون هناك اتفاق مع تحالف الفتح الأقرب إليهم، وهذا الأمر لا يؤثر على المكون، لأنه يمتلك 5 مقاعد، وهذا العدد أمام عدد مقاعد النواب لا يفعل شيئا، ولا يلبي الطموح في تمرير أي قانون أو رفضه، وبالتالي فالتحالف سيكون جيدا بالنسبة لهم”.
وتنافس على مقاعد المكون المسيحي، 35 مرشحا، لكن رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، أكد في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، أن كوتا المكون، لن يتم التعويل عليها بصورة مباشرة، لأن من شغلوا سابقا هذه المقاعد خيبوا آمال العراقيين في كل الفترات السابقة، كما لم يقدموا شيئا يذكر للمسيحيين بصورة خاصة.
أما بخصوص مقعد الصابئة المندائيين، فقد شن النائب السابق عن المكون حارث شنشل هجوما على الفائز الجديد بالمقعد بسبب إعلان انضمامه الى كتلة للمستقلين، قائلا، إن “قوانين مفوضية الانتخابات تركت الجميع على هواه، فكان يفترض على المستقل أن يبقى مستقلا لآخر نفس، ولكن للأسف الشديد بعد الانتخابات وبعد صعود المستقلين، تبين أنهم ينتمون داخليا إلى كتلة كبيرة”.
ويلفت شنشل، خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، الى أن “صفة المستقل، هي أمانة في رقبة المرشح الفائز من خلالها، أما اذا كان يدخل بصفة المستقل وبعد ذلك يقوم بتمثيل كتلة معينة، فهذه مشكلة تخص قانون الانتخابات ومفوضيتها التي لم تمنع مثل هكذا أمور عبر شروط وضوابط صارمة”.
ويؤكد أن “انخراط أبناء الأقليات في كتلة سياسية، هو هدر لتمثيل المكون، فمثلا الفائز من ميسان عن المكون الصابئي، حصل على 10 آلاف صوت، والطائفة لا تتعدى نفوسها الخمسة آلاف صوت في عموم العراق، وهناك مرشحون كثيرون ينتمون إلى أحزاب وعشائر كبيرة لم يأتوا بمثل هذه الأرقام، فمن أين جاء بهذا الرقم”.
وقد تنافس على مقعد الكوتا للصابئة المندائيين 7 مرشحين، وفاز منهم أسامة كريم من محافظة ميسان، لكنه بعد الفوز أعلن عن انضمامه الى الكتلة الشعبية المستقلة التي شكلت من قبل مرشحين مستقلين فائزين بالانتخابات، ومنهم سجاد سالم ومحمد عنوز.
يذكر أن اتهامات عديدة طالت نواب المكون الصابئي، بشأن ارتباطهم مع الكتل الكبيرة الأخرى، وابتعادهم بهدف وجود المقعد وهو تمثيل المكون داخل البرلمان، والدفاع عن حقوق أبنائه وحفظ التنوع.