عاد ملف منظمة مجاهدي خلق إلى الواجهة مجددا، هذه المرّة أصبح التهديد من \”بيت التشريع الأميركي\” للحكومة العراقية بقطع المساعدات في حال تعرّض مخيم المعارضة الإيرانية لأي هجوم جديد، لكن المشرعين في بغداد، لا يرون في كلام عضوين بارزين في الكونغرس إلا \”ضغوط\”، مشددين على أن الاتفاقيات الدبلوماسية بين البلدين تمنع الولايات المتحدة من اتخاذ خطوة قد تقوّض كل جهودها في الشرق الأوسط.
ويوم الجمعة، أخبر كل من السيناتور الديمقراطي روبرت مينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور الجمهوري جون مكين، أخبرا احد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية بأن يعلم الحكومة العراقية بأن الكونغرس بدأ ينفد صبره إزاء استمرار إخفاقها بالحفاظ على سلامة عناصر مجاهدي خلق من الهجمات.
وقال السيناتور مكين \”سيكون لنا في الكونغرس اطلاع على نوع المساعدة المقدمة للعراق وكيفية الاستمرار بها اذا ما عملت الحكومة العراقية على كبح هذا التصرف\”، فيما قال السيناتور مينديز إنه \”من المستبعد ان توافق لجنته على اي صفقة بيع مستقبلية من السلاح للعراق اذا ما تعرض سكان المعسكر الى هجمات اخرى\”.
لكن في بغداد، بدا أمر التهديدات \”هواء في شبك\” حيث يقول علي الشلاه، النائب عن ائتلاف دولة القانون، إن \”إيقاف المساعدات الأميركية للعراق أمل مستحيل\”.
ويشير الشلاه، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إلى أن \”مجاهدي خلق لهم علاقة وطيدة ببعض نواب الاتحاد الأوربي وفي الولايات المتحدة وفي كل عمليات عصيانهم على الدولة العراقية كانوا يتعكزون على هؤلاء المشرعين في العالم\”، ويشدد \”لكن كل ذلك لن يغير من حقيقة أن العراق لا يعتبر منظمة خلق مرحبا بها في العراق\”.
ويلفت الشلاه إلى أن \”الحكومة العراقية تريد علاقات هادئة مع دول الجوار واحتضان خلق يحول دون ذلك وأن الحكومة يجب أن تلتزم بالدستور العراقي الذي يقول إننا لا يجب أن نتدخل في الشأن الداخلي لدول العالم أو دول الجوار\”.
ويرى أن \”الولايات المتحدة لن توقف دعم العراق\”، ويستدرك \”ليس لأنه مستميت على هذا الدعم بل لأن الولايات المتحدة ستفشل رؤاها ومشروعها عن (الشرق الأوسط) الجديد كلّه إذا تعرض العراق لانتكاسة\”.
ويعتقد أن \”بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يقومون بهذا الأمر (التهديد) لمجاملة مجاهدي خلق لمصالح تجارية بين الطرفين أو حتى لمصالح سياسية\”.
ولم يبدُ أن النائبين الأميركيين وحدهما اللذين يشعران بقلق على \”المعارضة الإيرانية\” حيث قالت ويندي شيرمان، وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية، إن \”وزارة الخارجية تشارك لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس قلقها حول الهجوم الذي تعرض له المعسكر في الاول من أيلول والذي خلف أكثر من 52 قتيلا\”.
وتابعت أن \”الحكومة العراقية زودت المعسكر بـ50.000 كيس رمل مع حواجز أمنية لحماية نزلاء المعسكر الذين يتواجدون الآن في معسكر ليبرتي في بغداد\”، إلا أن السيناتور مينديز رد عليها \”أنا لا يهمني كم طنا وضعوا من الأكياس الرملية ولكن عندما تكون هناك عناصر من القوات العراقية مشتركة فعليا بما حصل فإن الاكياس الرملية لن يكون لها أي فائدة لتلافي المشكلة\”.
ويؤكد مظهر الجنابي، النائب عن القائمة العراقية، أن \”الاتفاقات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد لا يمكن أن تفض بهذه البساطة وأن هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على سياستها في الشرق الأوسط\”. وينظر إلى أن كلام النائبين في مجلس الشيوخ الأميركي بأنه \”لا يمثّل سوى ضغط على الحكومة العراقية للتعامل بشكل جاد مع منظمة مجاهدي خلق\”.
ويقول الجنابي، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية، في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”الحكومة العراقية، والأحزاب الشيعية على وجه الخصوص، تنطلق بمعاداة (مجاهدي خلق) من مبدأ رد الجميل لإيران على فترة إيوائها لهم خلال معارضتهم النظام السابق\”، لكنه يشدد \”يجب حماية هؤلاء لأنهم عُزّل واعتبارهم لاجئين\”.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية، أدانت، في 9 أيلول 2013، الهجوم الذي استهدف عناصر خلق في العراق مطلع أيلول الماضي، ودعت الحكومة العراقية إلى توفير الحماية لما تبقى من عناصر المنظمة المتواجدين في معسكر أشرف.
ويؤكد محمود عثمان، النائب عن التحالف الكردستاني أن \”كلام النائبين الأميركيين في مجلس الشيوخ لا يمثل سوى ضغط على الحكومة العراقية ومحاولة من أجل ابقائهم في العراق\”.
ويوضح عثمان أن \”الحكومة العراقية لا تحمي (جماعة رجوي) لأنها ضدهم وتريد إخراجهم من العراق\”.
وروى عثمان، في حديث لـ\”العالم الجديد\” أنه شرح \”قبل 5 أعوام لمجاهدي خلق أن الولايات المتحدة تخلت عنكم والعراق لا يريدكم وأنتم غير مرحب بكم لكنهم لا يريدون الرحيل و(لازكَين)\”.
ويجد أن \”أفضل حل لمجاهدي خلق هو إيجاد الأمم المتحدة مخرجا لإبعادهم عن العراق لأنهم لن يكونوا بمأمن بسبب تهديد الميليشيات\”.
ويعد هذا الهجوم هو الثاني الذي يتعرض له عناصر خلق في نحو 6 أشهر، إذ أعلنت المنظمة، في 9 شباط الماضي، أن 35 قذيفة هاون وصاروخ سقطت على مخيم ليبرتي، غربي العاصمة بغداد، فقتلت وأصابت ما لا يقل عن 106.