وصل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس الاثنين، الى نيويورك للمشاركة في الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ثاني زيارة رسمية خارجية منذ تسنمه منصبه كرئيس للعراق في الرابع والعشرين من تموز يوليو الماضي.
وكان معصوم قد استقل طيارته الخاصة برفقة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، في أول زيارة له منتصف ايلول سبتمبر الحالي، متوجها الى العاصمة الفرنسية باريس، لحضور المؤتمر الدولي بشأن الحرب ضد \”داعش\”.
وقبل زيارة معصوم الى باريس، شارك وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، ممثلاً عن العراق، في مؤتمر جدة الخاص ببحث التحالف الدولي ضد \”داعش\”. كانت هذه الزيارة بعد يومين من تنصيبه وزيراً لخارجية العراق في حكومة العبادي.
ولم تقدّم عن هذين الزيارتين أية تقارير تفيد بما توصّل إليه العراق من اتفاقات، أو تفاهمات، كان من المفترض أن يجريها المسؤولان الرفيعان في الحكومة العراقيّة الجديدة، إذ يسمع النوّاب عن هذه الزيارات من خلال شاشات التلفاز فحسب.
نيازي اوغلو، مقرر مجلس النواب العراقي، طالب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري، بتقديم تقارير عن زيارتهما الى مؤتمري جدة وباريس، بشأن الحرب ضد \”داعش\”.
وقال أوغلو، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، ان \”من الضروري ان يقدم اي مسؤول عراقي تقريراً عن اية زيارة رسمية يقوم بها خارج العراق، حتى يتسنى لمجلس النواب بحث نتائج تلك الزيارة ومناقشتها\”.
وخلال دورتيه السابقتين، لم يُناقش عمل مجلس النواب في يوم ما زيارة اي مسؤول عراقي خارج البلاد، في وقت كان المسؤولون العراقيون يقضون أغلب اوقاتهم خارج العراق، ما فسّر على أنه عدم احترام للبيت التشريعي من قبل الحكومة التي أدارها المالكي لثمانية أعوام.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس استضافت في 15 ايلول سبتمبر الحالي مؤتمر \”الأمن والسلم في العراق\”، بحضور ممثلي أكثر من 20 دولة، لبحث التعاون الدولي في محاربة مسلحي تنظيم \”داعش\”، وتحديد دور كل دولة في التحالف الدولي الذي ترغب الولايات المتحدة في إقامته بهدف \”تدمير\” التنظيم الذي يسيطر عناصره على مناطق واسعة في العراق وسورية.
وقال أكرم الفتلاوي، خبير في العلاقات الدولية، أنه \”يُفترض ان تكون نتائج جميع زيارات المسؤولين خارج حدود البلاد، خاصة في المناصب التنفيذية، مكتوبة بتقارير رسمية توضع امام طاولة اللجان البرلمانية المختصة، او الدوائر والهيئات المعنية بذلك\”.
وأضاف في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أنه \”لا توجد دولة في العالم، باستثناء عدد من دول العالم الثالث، لا يقدم مسؤولوها تقارير عن زياراتهم الى الجهات المعنية في دولتهم، كجزء من عوامل الشفافية التي تتمتع بها تلك البلدان\”.