الناس على دين ملوكهم، حديث ينسب للنبي محمد، وتارة اخرى ينسب لعلي بن ابي طالب، كلما تأملته أجده حقيقيا وصادقا، ولكني في الوقت نفسه، أؤمن، أو أريد أن اصدق الحكمة بالمقلوب، لم لا يكون الملوك على دين الناس؟ كي يرضى الناس عن الملوك وتسير عجلة الحياة بشكل آمن إلى أمام.
أقول هذا وأنا أتخيل صورة قد تكون فانتازية بعض الشيء، التاريخ، 31 آب، المكان، ساحة الفردوس، مئات وربما الألوف من الشباب يخرجون في تظاهرة عفوية لا يحملون معهم إلا العلم العراقي الجديد يقودهم رئيس الوزراء نوري المالكي، يطالبون بإلغاء الراتب التقاعدي للرئاسات الثلاثة ولأعضاء البرلمانات السابقة واللاحقة (بأثر رجعي) وأصحاب الوظائف الخاصة، وكذلك يطالبون ودولته أولهم، بإعادة النظر في العملية السياسية الموجودة حاليا التي أفرزت هذا الصراع الطائفي على السطلة في العراق، ويطالبون ودولته أولهم، بإعادة النظر في الدستور العراقي لأنه جالب للمصائب والويلات، خاصة وأنه (رئيس الوزراء العراقي) في أكثر من مكان انتقد العملية السياسية والدستور في البلاد، وهو وقائمته البرلمانية أول القوائم التي استجابت لطلبات الشعب العراقي الغاضب وطالبت بإلغاء رواتب التقاعد.
هذه الصورة الفانتازية تتطلب عقلا حرا ليقوم بها، وإنسانا حرا، يتنازل عن عرش السلطة إلى عرش الشعب الحقيقي والباقي إلى الأبد، هذا العرش الذي جلس عليه عبد الكريم قاسم، الزعيم العراقي الخالد، والذي كما يبدو من حديث السيد نوري المالكي والحاحه على توزيع قطع أراض للفقراء والمعوزين والساكنين في العشوائيات، يريد أن يحذو حذوه، لك الحق في هذه الأمنية دولة الرئيس، لكن قاسم لم يدخل قلوب العراقيين لأنه وزع قطع أراض على الشعب، فصدام حسين وزع أكثر منه، قاسم دخل القلوب لأنه سكن قريبا منها واستمع إلى نبضها، وابتسم لها وأحاط أمنياتها بالاهتمام ولو بالنوايا، فالرجل قُتل مبكرا ولم يستطع تلبية طلبات كل نبض قلب عراقي، لذا أتوجه لك بالدعوة الحريصة على الظهور يوم الأربعاء المقبل في خطابك الأسبوعي يوم 28 من شهر آب من عام 2013 لتعلن موافقتك واجازتك – باعتبارك وزيرا للداخلية – لهذه التظاهرة الحرة، وأتمنى أن تكون أول السائرين فيها إلى عراق جديد خال من الطائفية والفساد الإداري المشرعن، عراق بدستور مدني متطور يضمن الحرية للجميع، فيه كل أبناؤه على درجة واحدة من المواطنة بغض النظر عن تاريخ هذا الإنسان أو ذاك، ودينه وطائفته وعرقه، عراق حر منحاز جدا للإنسانية بشكلها الأكبر من كل دين وعرق وطائفة.