تبدو الأجواء السياسية في إقليم كردستان أكثر تفاؤلاً بعد زيارة رئيس الإقليم نجيرفان إلى العاصمة الإيرانية طهران، وصدور قرار قضائي في بغداد بإلغاء حكم سابق يتعلق بانتخابات البرلمان الإقليم.
وفي خطوة مكملة، وصل رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني ، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية، هي الثالثة له خلال شهرين والأولى بعد زيارته لطهران.
ومن المقرر أن تجري إنتخابات برلمان كردستان في 10 حزيران يونيو المقبل، في ظل تصاعد دوامة الصراع بين الحزبين الحاكمين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) حيث يتمسك الأخير بإجرائها في موعدها المقرر، رغم مقاطعة الأول لها.
إذ قال المتحدث باسم رئاسة الإقليم دلشاد شهاب في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إن “نيجيرفان بارزاني رئيس ٳقليم كردستان يزور بغداد اليوم الثلاثاء 14/5/2024”.
وأضاف شهاب، أن “برنامج الزيارة سيشمل اجتماع بارزاني مع رئيس وزراء العراق الاتحادي محمد شياع السوداني للتباحث حول علاقات أربيل – بغداد والمسائل ذات الاهتمام المشترك”.
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة، لـ”العالم الجديد”، بأن “زيارة رئيس كردستان نجيرفان بارزاني لبغداد ولقائه رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني، تأتي لبحث مخرجات زيارته لطهران، وانتخابات الإقليم البرلمانية”.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قررت في 7 أيار مايو الجاري، إيقاف تنفيذ البند (ثانياً) من المادة (2) من نظام تسجيل قوائم المرشحين والمصادقة عليها لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق رقم (7) لسنة 2024 التي تنص على ((ثانياً: يتكون برلمان إقليم كردستان من (100) مقعد موزعة على الدوائر الانتخابية الآتية: – محافظة أربيل/ (34) مقعد. – محافظة السليمانية/ (38) مقعد. – محافظة دهوك/ (25) مقعد. – محافظة حلبچة/ (3) مقعد.)) إلى حين حسم الدعوى وذلك لتلافي ما يترتب على تنفيذه من آثار يصعب تداركها مستقبلاً”.
وجاء هذا القرار بعد دعوى رفعها رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني طالب فيها بإيقاف إجراءات المفوضية بخصوص انتخابات اقليم كردستان.
ووصل رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، عصر 5 آيار مايو الجاري، إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبحسب بيان لرئاسة الإقليم أن من المقرر أن يبحث بارزاني، مع كبار المسؤولين في إيران سبل تعزيز العلاقات بين إيران وبين العراق وإقليم كردستان، مشيرا إلى أن الزيارة كانت تلبية لدعوة رسمية من جمهورية إيران الإسلامية، يرافقه وفد يضم نائبي الرئيس ووزير داخلية إقليم كردستان، ورئيس ديوان الرئاسة، وعدد من مسؤولي إقليم كردستان.
وكان رئيس الاقليم قد أجرى في 26 نيسان أبريل الماضي زيارة إلى العاصمة الاتحادية بغداد، وعقد اجتماعات مع رئيسي الجمهورية والوزراء وجمع من قادة الاحزاب السياسية كما شارك في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة.
وقرر الحزب الديمقراطي الكردستاني في 18 آذار مارس الماضي، مقاطعة انتخابات برلمان إقليم كردستان، بعد تأجيلها عدة مرات من قبل المحكمة الاتحادية، بسبب شكاوى أطراف كردية على قانون الانتخابات في الإقليم.
وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا، في 21 شباط فبراير الماضي، قرارات بشأن قانون انتخابات برلمان كردستان، وقررت أيضا حل المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في الإقليم.
كما قلصت المحكمة عدد أعضاء برلمان كردستان الى 100 عضو بدلاً من 111 عضواً كما حلت مفوضية انتخابات الإقليم وتحل مفوضية الانتخابات بدلاً منها لإدارة انتخابات إقليم كردستان على ان يقسم إقليم كردستان “على أربع مناطق” لإجراء الانتخابات التشريعية المرتقبة لبرلمان كردستان، مؤكدة أن قراراتها “صدرت بإجماع أعضاء المحكمة، وأنها باتة وملزمة للجميع”.
وبموجب نظام الحصص (الكوتا) فان 11 مقعدا منها مخصصة للمكونات بواقع خمسة مقاعد للتركمان، وخمسة مقاعد للمسيحيين الكلدان والسريان والآشوريين، ومقعد واحد للارمن.
وأجريت آخر انتخابات لبرلمان كردستان الدورة الخامسة عام 2018، أي بعد عام من استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم ولم يتم الاعتراف به قانونياً، حيث شارك في الانتخابات نحو 3 ملايين ناخب، لانتخاب 111 نائبا من بين 673 مرشحاً ينتمون إلى 29 كياناً سياسياً في حينها.