يبين تقرير نشرته نيويورك تايمز، وترجمته \”العالم الجديد\”، أن حكومة المالكي التي تستمر بالتذكير بالتراث القمعي لنظام صدام حسين، سواء عبر خطابها السياسي او من خلال القناة التلفزيونية الرسمية، هو جزء من استراتيجية لإخفاء فشلها في توفير الخدمات الاساسية.
ويحلل التقرير، أن استمرار الحكومة في عرض انتهاكات الماضي يرسل رسالة الى العراقيين الممتعضين منها، مفادها اما القبول بالواقع الحالي او عودة البعثيين وممارساتهم.
وتفتتح الصحيفة الأميركية تقريرها الذي جاء تحت عنوان \”شرور الماضي تستحوذ على عقول العراقيين\”، بالقول إن \”مؤيدي الحكومة العراقية هذه الأيام ممن يذكّرون بارهاب حكم صدام حسين، هم دائما الأقرب الى الحكومة وفي متناول اليد\”.
وتلفت إلى أن \”إحدى أكبر القنوات الحكومية التلفزيونية في العراق، والأكثر فاعلية كانت تبث سلسلة مثيرة عن جرائم حزب البعث بقيادة صدام حسين\”.
وتشير نيويورك تايمز، أنه \”في مكتب وزير حقوق الإنسان، تُعرض الملابس الرثة التي تم استردادها من المقابر الجماعية، وتخطط الحكومة لفتح متحف من شأنه احياء ذكرى ضحايا النظام السابق ووقائع انتهاكات الماضي\”.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان، كما تنقل الصحيفة \”قد تبدو انها محاولة رائعة لمساعدة العراقيين ليتجاوزوا الماضي، وآلام العنف الطائفي الأليم الذي حصل في تلك الفترة\”.
وتوضح أن العراقيين يعتقدون أنه \”أصبح واضحا مع كل تفجير وكل موجة من أعمال العنف، ان قوات الأمن التي دربتها أميركا في العراق لم تكن فعالة، والأسوأ من ذلك، أنها اصبحت مصدرا متناميا للانتهاكات\”.
ويستطرد تقرير نيويورك تايمز قائلا \”الأمل في الاستقرار تحت قيادة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي تعهد أن يكون زعيما لجميع العراقيين، تحول الى مخاوف من أن ترتكب النخبة الشيعية في حكومته والتي كانت قد اضطهدت من قبل الاقلية السنية، العديد من الاجراءات القمعية ضد ذات الاقلية\”.
ويتابع \”كما نظمت الجماعات الجهادية السنية تفجيرات أكثر فتكا من أي وقت مضى من هذا العام، وقد ردت قوات السيد المالكي بأقسى الحملات الأمنية الخاصة بهم حتى الآن. بما في ذلك عمليات الاعتقال العشوائي للسنة، واستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات والمطالب المتكررة للرشاوى من عائلات المعتقلين\”.
وتنبه الصحيفة الأميركية الى أن \”هناك رغبة ملحة لعمليات انتقامية قد تجري في مختلف أنحاء الشرق الأوسط\”.
وتشير أن \”المواطنين يشعرون بالإحباط الشديد من عدم قدرة القوات الأمنية على الحفاظ على سلامتهم\”.
وتتابع أن \”ما عانته بغداد من خلال آخر يوم من التفجيرات في الأسبوع الماضي، يشير إلى نوع جديد من عدم الاستقرار في البلاد\”.
وتردف نيويورك تايمز، أن \”الحشد الغاضب في الحي الشيعي الذي هاجم الرجل المشتبه به بوضع سيارة مفخخة، حيث ضربوه وطعنوه حتى الموت ثم اضرموا فيه النار، كما مبين في شريط فديو الهاتف المحمول الذي ظهر على الانترنت، يظهر قوات الأمن وهي عاجزة عن فعل شيء\”.
وتضيف أن \”قيام المزيد من العراقيين سنة وشيعة بتلبية نداء الاطراف المتناحرة في الحرب المدنية في سورية المجاورة، مؤشر آخر على عدم الاستقرار وغياب صورة المجتمع الموحد\”.
وتنوه الصحيفة الى أنه \”في وقت سابق من هذا العام وبعد الحملة الدامية على معسكر الاحتجاج السني شمال العراق، ومقتل العشرات، الى جانب معارك ضارية بين قوات الامن الحكومية والميليشيات السنية، قام التلفزيون الحكومي بنشر وثائق تبين جرائم البعث التي ارتكبها نظام البعث، مما دفع المنتقدين الى توجيه الاتهام للحكومة ومحاولتها لتحويل الانتباه عن ممارساتها القاسية\”.
ويقول حميد فاضل، استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، لنيويورك تايمز، إن \”دأب الحكومة على نشر الوثائق المتعلقة بظلم صدام حسين، ما هو إلا جزء من استراتيجية لإخفاء فشل المالكي في توفير الخدمات الاساسية، مثل الكهرباء والأمن، بمعنى اما القبول بالواقع الحالي او عودة البعثيين وممارساتهم البشعة\”.
وتشير الى أن \”المنظمات الانسانية توثق بشكل مستمر حالات تعذيب وانتهاك حقوق الانسان من قبل الحكومة العراقية الحالية، كما النائب السني وليد المحمدي وصف الممارسات الحكومية بأنها طائفية وبربرية\”.
وتختتم الصحيفة الأميركية تقريرها المثير عن العراق بالقول إن \”القاعدة في العراق مستمرة في نشاطها وبتنفيذ الهجمات في بغداد والمناطق المحيطة بها\”.