صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هدنة في شرق أوكرانيا الملتهب.. وكييف مرتاحة وتعد بحكم ذاتي أوسع

مع التزام الطرفين بالهدنة، وعد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، امس الاربعاء، بحكم ذاتي اوسع في المناطق الشرقية للبلاد حيث طالب الانفصاليون مجددا بالاستقلال في عملية التسوية الشائكة لهذا النزاع الذي يتابع الغربيون تطوراته باهتمام كبير.

 

وبعد ايام عدة من المماطلة يفترض ان يحسم الاتحاد الاوروبي الاربعاء قراره بشأن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا تبعا للوضع الميداني ولمدى تقدم محادثات السلام منذ توقيع \”بروتوكول\” وقف اطلاق النار بين كييف والمتمردين الجمعة في مينسك.

 

وأعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن املها في ان ينشر الاتحد الاوروبي هذه التدابير \”الان\”، أو يعلن رفعها في حال كان هناك التزام بشروط وقف اطلاق النار.

 

وفي هذا السياق، اتهم فلاديمير بوتين الغرب باستغلال الازمة الاوكرانية لاعادة احياء حلف شمال الاطلسي الذي وعد بالابقاء على \”حضور دائم\” في شرق اوروبا.

 

وقال بوتين في اجتماع حكومي ان \”الازمة في اوكرانيا، التي هي في الاساس صنيعة بعض شركائنا الغربيين، يتم استغلالها اليوم لانعاش هذا الحلف العسكري\”، الذي حذرت موسكو اوكرانيا من الانضمام اليه.

 

وذكر بورشنكو اثناء اجتماع لمجلس الوزراء ان الوضع في شرق اوكرانيا \”تغير جذريا (…) قبل الاعلان عن وقف اطلاق النار كانت اوكرانيا تخسر كل يوم عشرات الارواح من ابطالها\”، وذلك غداة اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اكد خلاله تصميمه على ايجاد حل سلمي للنزاع.

 

لكنه اكد في الوقت نفسه \”ان اوكرانيا لم تقدم اي تنازل عن وحدة اراضيها\” في تلميح الى وثيقة موقعة في مينسك من اثنتي عشرة نقطة تمنح خصوصا \”وضعا خاصا\” لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك المعقلين الانفصاليين، بهدف تشكيل \”حكومة حكم ذاتي موقتة\” واجراء انتخابات محلية مبكرة. 

واضاف \”بحسب اخر المعلومات التي تلقيتها من اجهزة مخابراتنا فان 70% من القوات الروسية انسحبت\” من شرق اوكرانيا، بحسب الموقع الالكتروني للرئاسة.

 

واعلن بوروشنكو انه سيطرح على البرلمان مشروع قانون يضمن مزيدا من الحكم الذاتي للمناطق الشرقية موضحا في الوقت ذاته انه سيغلق الباب امام اي نقاش \”حول انشاء نظام فدرالي او اي نوع من الانفصال\” للمناطق الشرقية.

 

وشدد على \”ان القانون بإنشاء إدارة موقتة للحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك يعطي وضعا يبقي هاتين المنطقتين ضمن اوكرانيا\”.

 

لكن الانفصاليين الموالين لروسيا يرغبون في استقلال منطقتهم وليس في ابقائها ضمن اوكرانيا مع صلاحيات معززة كما يريد الرئيس الاوكراني، على ما اكد مسؤول من المتمردين بعيد ذلك لوكالة فرانس برس.

 

وقال اندري بورغين \”نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية\” المعلنة من جانب الانفصاليين \”لا ننوي البقاء جزءا من اوكرانيا\”.

 

في موازاة ذلك تواصل روسيا التي يتهمها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة باتخاذ مواقف متضاربة في هذا النزاع، الاخطر منذ انتهاء الحرب الباردة، ممارسة الضغوط على اوكرانيا محذرة اياها من مغبة الانضمام لحلف شمال الاطلسي.

 

واعلن سفير روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير شيزوف الثلاثاء \”لا نريد رؤية اوكرانيا في الحلف الاطلسي\”، مضيفا ان ذلك \”سيكون تحديا غير مسبوق للامن الاوروبي، الاخطر منذ سقوط جدار برلين\”.

 

واعلنت الحكومة الاوكرانية اواخر اب رغبتها في اعادة اطلاق عملية الانضمام الى الحلف الاطلسي التي اوقفها في 2010 الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. وترك الحلف الاطلسي الباب مفتوحا شرط ان تجري كييف \”الاصلاحات الضرورية\” و\”تتكيف مع معايير الحلف الاطلسي\” و\”تستوفي كل المعايير\” المطلوبة.

إقرأ أيضا