لا تزال الهدنة مستمرة بشكل عام، بين الجيش الاوكراني والانفصاليين بعد جهود السلام التي بذلت في الايام الاخيرة سعيا لتحقيق وقف اطلاق نار دائم قبل الشروع في مفاوضات سياسية شائكة حول مستقبل المناطق الانفصالية الناطقة بالروسية في شرق البلاد.
واعلن الجيش الاوكراني ان جنديين قتلا واصيب اثنان اخران بجروح في الساعات الـ24 الماضية. وبذلك يرتفع الى 39 عدد الجنود والمدنيين الذين قتلوا منذ الاتفاق على وقف اطلاق النار في الخامس من ايلول، ما يظهر مدى هشاشة الهدنة.
وفي مؤشر على الهدوء، تم تسيير قوافل مساعدات روسية واوكرانية خلال عطلة الاسبوع الى دونيتسك ولوغانسك. وللمرة الاولى منذ 26 تموز الماضي، وصل قطار قادم من كييف الى لوغانسك امس الاثنين.
واعلن الجيش الاوكراني البدء بتطبيق نقاط المذكرة الموقعة في مينسك بين الانفصاليين والسلطات في كييف وتنص على اقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول الجبهة وحظر التحليق فوق المناطق الانفصالية وقيام الجانبين بابعاد اسلحتهما الثقيلة عن الجبهة.
وقال المتحدث باسم الجيش اندريي ليسينكو \”نستعد لابعاد المدفعية الثقيلة مسافة 15 كلم\”.
واضاف انه خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية \”لم نلحظ اي خرق للحدود الاوكرانية او لمجالنا الجوي كما لم يكن هناك اطلاق نار من الجانب الروسي وهذا ما يؤكد التطبيق العملي لنقاط خطة السلام التي اقرت بمبادرة من الرئيس الاوكراني\”.
من جهته، قال اندريه بورغين نائب رئيس الوزراء في جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد فرض تطبيق اتفاق مينسك \”واقعية\”.
ووقف اطلاق النار ليس شاملا. فقد شهدت مدينة دونيتسك صباح الاثنين تبادلا محدودا لاطلاق النار، الا ان الوضع الميداني اكثر هدوءا كما ان عدد الضحايا من المدنيين تراجع في الايام الاخيرة.
من الجانب الروسي، اعلن سيرغي ايفانوف رئيس الديوان الرئاسي والمقرب من الرئيس فلاديمير بوتين ان \”بوروشنكو بدا يدرك انه لم يكن من الضروري شن حرب حتى النهاية، حتى اخر اوكراني\”.
وشدد ايفانوف في مقابلة مع صحيفة \”روسيسكايا غازيتا\” ان \”الاتفاقات التي تم التوصل اليها اتاحت تعليق الاعمال العسكرية ولو ان السلام لا يزال هشا جدا\”.
لكن، وبعد 5 اشهر من النزاع الذي اوقع قرابة 2900 قتيل واحدث ازمة لا سابق لها منذ نهاية الحرب الباردة بين روسيا والغربيين، فان احدا لا يتوقع حلا سريعا للازمة التي بدأت في تشرين الثاني 2013 بحركة احتجاجية ضد الحكومة في كييف انتهت باطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تلاه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وبدء الحركة الانفصالية الموالية لموسكو في شرق اوكرانيا.
الا ان تطبيق البنود الواردة في مذكرة مينسك ليس بالعملية السهلة. يضاف الي ذلك، الصعوبة التي تواجهها \”الادارة\” الانفصالية في السيطرة على كل المجموعات التي تطالب بالاستقلال.
وهناك ايضا مسالة الوجود العسكري الروسي الذي تنفيه موسكو رغم اتهامات كييف والحلف الاطلسي. وكان الحلف اعلن في نهاية الاسبوع الماضي ان جنودا روس لا يزالون داخل اراضي اوكرانيا ولو ان عددهم اقل.
وعلاوة على الشق العسكري، هناك مسالة وضع المناطق الانفصالية التي كان يفترض التباحث بشانها في مينسك لكن لم يتم التطرق اليها.
ويتجاهل الانفصاليون حتى الان عرض كييف منح حكم ذاتي اكبر خلال ثلاث سنوات للمناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتنظيم انتخابات محلية في السابع من كانون الاول ومنح عفو مشروط عن المقاتلين.
واعتبر \”رئيس\” جمهورية لوغانسك المعلنة من جانب واحد ايغور بلوتنيتسكي، امس الاثنين، ان السلطات في كييف تعترف باستقلال الجمهورية بحكم الواقع.
وقال بلوتنيتسكي \”يمكنهم لو شاؤوا (السلطات في كييف) اطلاق تسمية وضع خاص، لكن عندما لا يتم تطبيق القوانين الاوكرانية على منطقة ما، فهذا يعني اقرارا باستقلالنا بحكم الامر الواقع ، انما بتعابير مختلفة\”.
من جهتها، ذكرت كييف برفضها لاي \”استقلال\” او \”فدرالية\”.
وفي وارسو على صعيد اخر، دعا وزير الخارجية الجديد في بولندا غريجغوري شتينا الى \”تطبيع\” العلاقات بين بلاده من جهة وروسيا واوكرانيا من جهة اخرى.