هل هناك أثمن من هدية رأس السنة الميلادية التي قدمها المتطرفون في \”داعش\” ورجال الدين والعشائر المحرضين على العنف إلى المالكي اليوم؟ لنتابع هذا السيناريو:
– محافظ الأنبار وهو من قائمة النجيفي \”متحدون\” يعلن عن فض الاعتصام في الأنبار (بهدوء وسلاسة ودون سفك قطرة دماء واحدة وبموافقة شيوخ العشائر ورجال الدين والوجهاء ولكن اشتباكات لاحقة وقعت مع عناصر داعش التي اخترقت بعض العشائر)…
– المفتي رافع الرفاعي يدعو المعتصمين للقيام بـ\”المهام القتالية\” وقطع طرق الاسناد على قوات المالكي..
– وزميله الشيخ السعدي يوجه نداء يحرض على العنف لا يقل حدة عن بيان الرفاعي.
– وقوع اشتباكات مسلحة بين المسلحين و القوات الأمنية..
– فعاليات رسمية وشعبية تدعو لسحب الجيش من المحافظة..
– يستجيب المالكي ويقرر سحب قوات الجيش.
– بعد ساعتين يهاجم مسلحون مدن المحافظة ويسيطرون على الفلوجة وينزعون سلاح وملابس قوات الشرطة المحلية وقناة الجزيرة تبث مشاهد عن العملية وتستقبل سياسيين ومحللين متشنجين يحرضون علنا على استمرار العنف.
-وبعد ساعات تقوم قوات مسلحة وفي قافلة من العربات من داعش وهي ترفع أعلام التنظيم باستعراض عسكري في المدن التي استولوا عليها..
والأسئلة الحارقة هي:
– هل يمكن لأحد بعد الآن أن يطالب المالكي أو غير المالكي بسحب الجيش مستقبلا من الأنبار ومدنها؟ كيف سيكون موقف الذين حرضوا على العنف وهم يشاهدون استمرار وتفاقم سفك دماء العراقيين في المحافظة واحتمال تدخل الطيران الحربي وتدمير مدن المحافظة؟
-لماذا سكت الجميع على تصريحات المحافظ واكتفى الناطق باسم كتلة وتحالف النجيفي النائب \”سلمان الجميلي\” والذي بدا شاحبا ومتلعثما على قناة الشرقية بأن قال (ليست لدي أية تأكيدات لتصريحات محافظ الأنبار) مع أنّ كلام المحافظ كان مباشرا وبالهاتف من الأنبار؟
الجميع يعلم أن الصقور والمتطرفين موجودون في الجهتين من الصراع السياسي الطائفي في العراق، ولكن أحداً لم ولن يقدم هدية ثمينة للمالكي كالهدية التي قدمها المتطرفون في الأنبار اليوم، ويمكن القول دون تردد أن هؤلاء قد فتحوا بوابة جهنم على أنفسهم وعلى العراقيين وأنهم أكملوا مهمة المتطرفين في حكومة المالكي.. وأن هذا الأخير يتقدم نحو ولاية ثالثة شبه أكيدة بسبب تطرفهم وعنادهم وحمقهم إضافة إلى شراسة وأنانية المالكي وفريقه طبعا!
السلام للعراق وشعبه والخلاص من شر الفريقين!
*كاتب عراقي