يبدو أن حرب الشد والجذب بين إسرائيل وإيران لا تزال مستمرة، ولم تنتهِ بعد، حيث لا يزال في جعبة الطرفين مزيد من الهجمات على بعضهما البعض، مما ينبئ بشتاء ساخن قادم على الأبواب.
فبعد التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخراً، حول أن العراق سيكون موقعاً جديداً تشن منه إيران هجومها على إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة ونفي الحكومة العراقية الأمر واصفة أياه بـ”ذرائع كاذبة”، كشف وزير الخارجية فؤاد حسين، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
ومنذ أشهر، تشن فصائل عراقية هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل إسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن التصعيد بدأ يشتد منذ دخول حزب الله اللبناني في القصف المتبادل مع إسرائيل حتى بلغ التصعيد ذروته باغتيال أمين عام الحزب اللبناني حسن نصر الله، إثر غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما أضاف في مقابلة تابعتها “العالم الجديد”، أن ” قادة الفصائل ملتزمون بالاتفاق مع رئيس الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على البلاد”.
كذلك أشار إلى أنهم أعطوا وعداً للسوداني بأنهم لن يتحركوا بطريقة تشعل حرباً أو رد فعل قويا ضد البلاد. وشدد على أن البلاد تحتاج إلى الهدوء، محذرا من أن أي “تحركات أو هجمات من الداخل العراقي على إسرائيل ستؤدي إلى مشاكل”.
وقال “نحن على اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية والأصدقاء من أجل دفع النار عن العراق”.
وكانت الحكومة العراقية أكدت، أمس الأربعاء، أن أراضيها لن تُستخدم “لتنفيذ هجمات أو ردود، كما نفت ما تم تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات إيرانية ضد إسرائيل، واعتبرت أنها “ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه.
وكان موقع “أكسيوس” الإخباري قد نقل، أمس الثلاثاء، عن مسؤولَين أميركيين اثنين قولهما إن إدارة الرئيس جو بايدن حذّرت الحكومة العراقية بأنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.
وذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تشيران إلى أن إيران تخطّط لشنّ هجوم كبير ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة.
ومنذ أيام أشارت تقارير صحفية إسرائيلية وأمريكية، إلى قرب الرد الإيراني المحتمل على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية خلال تشرين الأول أكتوبر الماضي، ليتبعها تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم السبت الماضي، بـ”رد قاس”ـ ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قال خلال فعالية لإحياء ذكرى اقتحام متظاهرين مقر السفارة الأمريكية في طهران، إن إيران ستفعل “كل ما يجب القيام به لإعداد الأمة الإيرانية، سواء عسكريا أو سياسيا” لمواجهة أي تهديد.
كما أعلن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، أن إيران سترد على “العمل الشرير الجديد” الذي قامت به إسرائيل، مؤكدا أن “الرد على العدوان الصهيوني الأخير على إيران سيكون حتميا وحاسما وخارجا عن إدراك العدو”.
يشار إلى أن “معهد واشنطن” الأمريكي، أشار قبل أيام، إلى أن إيران قد تلجأ إلى “دورة ثالثة” من الهجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك اللجوء إلى “الخيار العراقي” باستخدام “صواريخ الأرقب” انطلاقا من الأراضي العراقية وهو ما قد يلحق إصابات بإسرائيل باعتبار أن المسافة الجغرافية ستكون نحو 400 كلم فقط، مقترحا على واشنطن عدة خطوات للتعامل مع هذه السيناريوهات المحتملة.
ورأى المعهد أنه في حال حدوث مثل هذا الهجوم انطلاقا من العراق، سيؤدي إلى انتقام إسرائيلي قوي ضد بغداد، كما من المرجح أن تعتبر الفصائل العراقية أن الولايات المتحدة هي التي قامت بتسهيل الهجوم أو رفضت منع حدوثه.
وشنت إسرائيل، عبر طائراتها المقاتلة، غارات على إيران في 26 من الشهر الماضي، مستهدفة 20 موقعا بينها بعض المواقع العسكرية ومنشآت تصنيع الصواريخ، لكنها أحدثت ضررا بسيطا، وأدت إلى مقتل جنديين إيرانيين، حسب الإعلان الرسمي الإيراني، وهو الرد الذي جاء بعد شهر من ضربة إيرانية لتل أبيب.