صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هل تهدف زيارة ظريف لـ”اختبار” الوساطة العراقية؟

يبدو أن المباحثات التي سيجريها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم غد الاثنين في بغداد، ستشكل “اختبارا” لمصداقية الحكومة العراقية التي أعلنت عن “خطاب جديد” مع إيران حول الجماعات المسلحة المدعومة من قبلها، في مقابل سعي طهران الى حسم ملفات “الفصائل المسلحة” و”اليمن” قبل تطور مباحثات الاتفاق النووي… الخ

يبدو أن المباحثات التي سيجريها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم غد الاثنين في بغداد، ستشكل “اختبارا” لمصداقية الحكومة العراقية التي أعلنت عن “خطاب جديد” مع إيران حول الجماعات المسلحة المدعومة من قبلها، في مقابل سعي طهران الى حسم ملفات “الفصائل المسلحة” و”اليمن” قبل تطور مباحثات الاتفاق النووي، بهدف إبعادها عنه، كما يرى خبراء في الشأن السياسي. 

ويقول المحلل السياسي اياد العنبر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة ظريف الى بغداد، لا تختلف كثيرا عن الزيارات السابقة، لكن قد تكون هناك ملفات جديدة على الساحة، كما ان هذه الزيارة هي اختبار حقيقي لمصداقية الحكومة العراقية”.

ويوضح العنبر، أن “الحكومة العراقية تحدثت عن وجود خطاب جديد مع ايران بشأن الجماعات المسلحة المرتبطة بها والتي تستهدف السفارات وتطلق صواريخ الكاتيوشا، وبالتالي فهذه الزيارة تمثل اختيارا حقيقيا لمطالب العراق”، مبينا أنه “حسب مسؤولين، فان الوساطة العراقية بين ايران ودول المنطقة مطروحة ضمن المحاور، وأن العراق سيبقى ساحة لقاء بين الاطراف الاقليمية المتنافسة، لكن الأهم ماذا ستكسب، كما عليه ان يحدد مطالبه واولوياته من هذه الاطراف قبل رعاية اي مشروع وساطة”.

ويبين أن “وضع العراق يختلف عن باقي الدول، فهو ساحة لتصفية الحسابات وعليه أن يحدد أولوياته لابعاد الانقسامات عن الساحة السياسية الداخلية”.

ومن المفترض ان يزور اليوم الاحد، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قطر، فيما يصل يوم غد الى بغداد، وبحسب المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، فان “ظريف سيجري محادثات مع كبار المسؤولين في هذين البلدين في إطار تطوير العلاقات الثنائية ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها”. 

وتأتي زيارة ظريف بالتزامن مع الحديث عن عقد الجولة الثانية من المباحثات الايرانية السعودية على أرض العراق، بعد ان انطلقت الجولة الاولى في 9 نيسان أبريل الجاري، بحسب ما كشفت صحيفة بريطانية في وقتها.

وحول هذه المباحثات، كشف مسؤول ايراني لوكالة أنباء ايرانية، أن “الجولة الثانية من المباحثات السعودية- الإيرانية ستعقد خلال الأيام المقبلة، وبمتابعة شخصية من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي”.

وبحسب المسؤول فان هذه الجولة ستتضمن “دراسة المزاعم السعودية لدعم إيران للحوثيين، والأوضاع في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وتدخل الرياض في المفاوضات النووية”، مؤكدا ان “الخلافات بين البلدين ليست قليلة، ونحن بحاجة إلى الكثير من الوقت لدراسة تلك الخلافات وإيجاد حل موضوعي لها”.

الى ذلك، يرى رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العراق يلعب الان دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين ايران والدول العربية والاقليمية، بالتالي فان زيارة ظريف هي اعطاء الضوء الاخضر لان يلعب العراق دور الوساطة، بعد ان دور العراق مقتصرا على نقل الرسائل”.

ويضيف الشمري، أن “ايران راغبة بان يكون العراق وسيطا”، مستطردا أن “زيارة ظريف تأتي لكون بعض الملفات بحاجة الى شخصيات على مستوى عال، خاصة وان ايران تريد ان تحسم ملفاتها في المنطقة قبل الاتفاق النووي، ومنها ملفات الفصائل المسلحة واليمن، لانه اذا استمرت هذه الملفات بلا حسم، فستكون جزءا من الاتفاق النووي، وهذا ما لا تريده ايران”.

يذكر أن العديد من الخطوات جرت خلال الشهر الحالي، أبرزها لقاء مستشار الامن الوطني، قاسم الاعرجي، يوم 12 نيسان أبريل، بالسفير الامريكي في بغداد ماثيو تولر، وبحثهما الأوضاع الأمنية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث بين تولر ان الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لعلاقات عراقية إيرانية طبيعية تخدم مصالح الجميع.

وصباح اليوم التالي لهذا اللقاء، كان قد وصل الاعرجي الى طهران وأجرى لقاءات مع المسؤولين فيها، ومن بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، ومسؤولين آخرين.

وسبقتها في يوم 31 اذار مارس أبريل، زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى السعودية على رأس وفد حكومي، والتقى خلال زيارته ولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بعد ان اجرى اجتماعا عبر تقنية الفيديو مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، قبل زيارته بايام.

إقرأ أيضا