قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في 11 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يتجه الإطار التنسيقي في العراق نحو الانقسام بسبب الخلاف حول دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى القمة العربية، مما أحدث شرخا في العلاقة وانسحاب من قبل بعض أعضائه البارزين خلال الإجتماع السابق.
ومع عقد الإطار، اليوم الاثنين، اجتماعه الاعتيادي، كشف عضو الإطار التنسيقي النائب عامر الفايز، عن قناعة قوى الإطار بتحسين العلاقة مع سوريا.
وقال الفايز في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “الاطار التنسيقي اجتمع اليوم لكن الاجندة لم تصلنا لغاية الآن”، مبينا ان “الاجتماع هو دوري وتطرح فيه أمور كثيرة والمتعلقة بالشأن الحكومي وعما انجزته الحكومة والمشاكل التي حلتها وطرح ما إذا كانت هناك معوقات واجهتها”.
وأضاف “فيما يخص مؤتمر القمة العربية، فإن رئيس الوزراء شرح لنا في الاسبوع الماضي الاستعدادات لها والدعوات التي وجهت وما يحمله الوزراء في الدعوة الى رؤساء الأعضاء”، لافتا إلى أن “رئيس الوزراء بين لنا الأسباب بشأن تحسين علاقتنا مع النظام السوري الجديد بما يرتبط به العراق من مصالح كثيرة، مثلا الجالية العراقية الكبيرة في سوريا، ولدينا مياه الفرات التي تمر عبر سوريا”.
وشدد على “ضرورة وجود تنسيق مع الجانب السوري”، متسائلا “إذا كانت العلاقة متشنجة كيف نتفاهم معهم؟”.
وأشار إلى أن “ائتلاف ادارة الدولة لم يطرح موضوع تحسين العلاقة مع سوريا لان لم يكن هناك اجتماع لكن الائتلاف مع توجه رئيس الوزراء”، لافتا الى ان “هناك اعتراضات داخل الإطار بشأن التعامل مع سوريا، الا انه بعد أن طرح رئيس الوزراء الاسباب وضرورة أن نتعامل مع سوريا، فأصبحت هناك قناعات لدى قوى الإطار حول ذلك”.
وجاءت تلك التصريحات، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن، ولقائه عدد من المسؤولين، فيما قال الخبير بالشأن الأمريكي والشرق أوسطي نزار حيدر، بحسب معلومات خاصة وصلت إليه، إن”الوفد العراقي لم يناقش الجانب الأمريكي خلال زيارته لواشنطن، وإنما أصغى له”، مبينا أن “هناك مجموعة من الرؤى الأمريكية اصغى لها الوفد العراقي وسيعود الى بغداد لتقديمها الى الحكومة والإطار التنسيقي لتنفيذها والالتزام بها”.
وغادر وزير الخارجية ، فؤاد حسين، في 24 نيسان أبريل الجاري، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية لم يعلن عنها سابق، وذلك لبحث عدد من الملفات المشتركة أمنية واقتصادية، مما أثار التساؤلات حول الأسباب وراء عدم الإفصاح عنها ومطالبات بالاستجواب داخل قبة البرلمان.
وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصادر حكومية، في حينها أن “حسين سيبحث عدة ملفات مهمة مع الجانب الأمريكي، ويطغى الجانبان السياسي والأمني على هذه الملفات”، مبينة أن “المباحثات التي سيبدأها وزير الخارجية فؤاد حسين ووفد حكومي برفقته، ستشمل الوجود الأمريكي في العراق ومهمة التحالف الدولي، وتفاهمات التعاون الأمني حول محاربة تنظيم داعش، إلى جانب ملفات مالية واقتصادية أبرزها بحث إمكانية توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين الجانبين بخصوص توريد الطاقة مع شركة جنرال الكتريك وإصلاح قطاع الغاز العراقي لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وأوضحت أن “الوزير سيبحث مع الجانب الأمريكي إمكانية تمديد استيراد الغاز الإيراني لفترة أخرى، لتلافي أزمة الطاقة التي قد يشهدها العراق في الصيف المقبل”.
ومنذ وصول دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، يواصل البيت الأبيض ضغوطه على الحكومة العراقية، وكان آخرها مادار إجتماع السوداني والجنرال الأمريكي كيفن ليهي.
وكانت مصادر، أفادت لـ”العالم الجديد”، الخميس الماضي، بأن “رئيس الوزراء محمد السوداني وقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا الجنرال كيفن ليهي، لما يتطرقا خلال لقائهما لأي موضوع يخص انسحاب القوات الأمريكية من العراق”، مبينة أن “الجنرال أبلغ السوداني بعدم التصعيد بشأن سوريا والرئيس السوري أحمد الشرع”، ملمحا له، بأن “وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سينوب عن الشرع خلال القمة العربية في بغداد”.
وأضافت أن “الجنرال كيفن جدد موقف الولايات المتحدة من الفصائل العراقية المسلحة، في ظل الأوضاع المتشنجة في المنطقة”.
فيما ركز البيان الحكومي لمكتب السوداني، على “أهمية العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة في ظلّ التحديات الراهنة، والاستمرار بمحاربة الإرهاب، وكذلك ضرورة العمل على دعم أمن سوريا واستقرارها وعدم التدخل بشؤونها، وتحقيق الأمن والسلام في عموم المنطقة”.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد ألغى، في 8 آذار مارس الماضي، الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد كهرباء وغاز من إيران، وهو القرار الذي كان متوقعاً، لا سيما مع توجهات ترامب الجديدة التي تسعى إلى ما تسميه المزيد من الضغط على إيران.