زيارات متتابعة وملفات مختلفة، سادت خلال الساعات الـ24 الماضية بين العراق والسعودية، تمثلت بوصول وزير الداخلية عثمان الغانمي، ومن ثم التحق به وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الاثنين، وسط ترجيحات بأن لكل وزير ملفات مختلفة يحملها عن الاخر، لكن من الممكن ان تصب جميعها نحو ترتيب زيارة محتملة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى الرياض.
ويقول رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة وزير الداخلية عثمان الغانمي الى السعودية يوم امس، تأتي على خلفية القصف الذي تعرضت له المملكة، وبحسب ما كشف عنه، فان الطائرة التي استهدفتها انطلقت من الاراضي العراقية“.
ويبين الشمري “أما زيارة فؤاد حسين، بالتزامن مع الغانمي الى السعودية، فهي بسبب ملف مختلف، ولها علاقة بالرسالة الايرانية للسعودية، التي سبق وان حملها حسين للرياض، ما يشير الى وجود جواب الان استدعى الزيارة”، متابعا ان “كلا الزيارتين هي لتحضير زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى السعودية، التي لم تلغ لغاية الان، بل تم تأجيلها“.
ووصل وزير الخارجية فؤاد حسين صباح اليوم الاثنين، الى العاصمة السعودية الرياض، وبحسب بيان لوزارة الخارجية فان حسين التقى الأمين العامّ لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، وأكد على ضرورة تفعيل آليّات العمل المُشترك مع مجلس التعاون بما يعكس عمق العلاقات وما تنطوي عليه من مصالح مشتركة.
وصباح يوم أمس، كان وزير الداخلية عثمان الغانمي قد وصل الى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى يضم قادة أمنيين في الوزارة، وبحسب محلل ونائب في البرلمان العراقي، كانا قد كشفا لـ”العالم الجديد” أن زيارة الغانمي تأتي لبحث تأمين الحدود وجهود البلدين لاعادة افتتاحهما وتأمين الطرق المحيطة بها، فضلا عن مناقشة ملف السجناء الارهابيين السعوديين في العراق، وتوقعا بان يكون الغانمي حاملا لرسالة ايرانية موجهة للسعودية، وصلت اليه من خلال زيارة رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي الى العراق التي جرت مؤخرا.
وفي 20 تموز يوليو 2020، كان من المقرر أن يزور الكاظمي السعودية في مستهل جولاته الخارجية بعد تسنمه منصبه، لكن قبيل الزيارة بساعات اعلن عن تأجيلها من قبل الجانب السعودي، وحسب المعلن ان الزيارة تأجلت بسبب دخول العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الى المستشفى، لكن ترجيحات جرت بوقتها، لكون الزيارة تزامنت مع وجود وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بغداد، ما حول الكاظمي الى “حامل رسائل” بين طهران والرياض.
وقبل ايام، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، بأن طائرات مسيرة مفخخة أطلقت من جنوبي العراق خرقت قبل نحو شهر الدفاعات الجوية السعودية وهاجمت قصر اليمامة، مقر الديوان الملكي في الرياض، وبحسب ما نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “طائرات مسيرة ثابتة الجناحين مفخخة بالمتفجرات وتم إطلاقها من العراق اصطدمت في 23 كانون الثاني يناير بالمجمع الملكي الرئيسي في العاصمة السعودية.
ويعد نبأ الطائرات المسيرة، آخر حلقات التوتر بين العراق والسعودية، بعد موجة الرفض و”التهديد” التي شنت بشأن العلاقات بين البلدين من قبل الفصائل المسلحة، التي اعلنت عن رفضها لاي استثمار سعودي في العراق، بناء على مقررات وبنود مجلس التنسيق المشترك الذي أعلن عن تأسيسه في عهد حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي عام 2017، ونص على استثمار السعودية في 116 مشروعا داخل العراق، في مجالات الزراعة والنفط والكهرباء والطرق وغيرها.