بأسلوب هادئ بعيدًا عن الطريقة الصاخبة الشائعة لدى الكثير من المطربين الشباب الجُدد، بدأت الفنانة العراقية الشابة هيا حازم (20 عامًا) مشوارها الغنائي، لتنخر لنفسها مكانًا خاصًا بعد مشاركتها في عدّة برامج غنائية عربية خاصّة بالأطفال، كان مطربين عرب كبار لجنة تحكيم فيها.
شغف الغناء ودراسة الصيدلة
شغف الغناء بدأ جليًّا لدى الشابة العراقية المولودة في مدينة دبي بالإمارات العربية المُتحدة منذ نعومة أظفارها، وتوسع إلى أن شاركت في الموسم الأوّل من برنامج The Voice Kids. كما وتمّ ترشيحها لمرحلة العروض النهائية في برنامج عراق أيدول الموسم الثاني. وظلّ حلم الغناء وطموحها في الإستمرار لأقصى الحدود في عالم الفنّ رغم أنّها تدرس الصيدلة في الوقت الحالي. لتنشر أوّل أعمالها الغنائية بعنوان “يمّي”، في حين مازالت مُنشغلة بأعمال أخرى قيد التنفيذ.
عن العلاقة والربط ما بين دراستها في مجال الصيدلة والفنّ معًا والغناء تحديدًا، تقول هيا حازم في حوار خاصّ مع “العالم الجديد”، أنّ “الموهبة ليس لديها علاقة بالدراسة، كما ولا تؤثر عليها، لكن بكل تأكيد الفنان يجب أن يكون مثقفًا، بمعنى آخر الموهبة لوحدها لا تكفي ما لم يكُ الفنان مُتعلّمًا ومُثقفًا وينظم أوقاته ما بين موهبته ودراسته”.
وعن أسباب تأخرها في إصدار أغنيةً جديدة خاصّة بها بعد سنوات من مشاركتها في برامج غنائية عربية معروفة، تعربُ حازم عن أسفها لعدم اهتمام شركات الإنتاج بأعمال ومواهب الأطفال “بعد أن كبرتُ وشاركتُ ببرنامج عراق أيدل عرضت عليّ عروض كثيرة للتعاقد مع شركات الإنتاج لكن للأسف لفترات طويلة، وهذا ما أسميها بإحتكار للفنان، فكان كل تفكيري أن أهتم لأعمالي بنفسي إلى أن قدّموا ليّ الملحنين أغاني فردية، وعملت عدّة أعمال ومنها أغنيتي الأولى “يمي”.
تأثير المهجر والبيئة
انتماء هيا للعراق ظل حاضرا بقوة، رغم تأثرها بالغربة والمهجر، فقد ولدت ونشأت في الإمارات، حيث ساهم ذلك إلى حدٍ كبير في صقل موهبتها، إذ تؤكد “كان للبيئة دور كبير في صقل الموهبة، لأن الفن العراقي مرغوب ومسموع بكثرة خارج العراق نظرًا لحب الناس في الإمارات للشعب العراقي واللهجة العراقية”.
هذه النشأة حفّزت هيا للتفكر بالغناء باللهجة الخليجية بعد طرحها أغنيتها الأولى ” لأنني ولدتُ وترعرعتُ في دولة خليجية وعشتُ وتكلمتُ اللهجة الخليجية مع محيطي، وأنا أستمعُ بإستمرار إلى الإذاعات التي تبثُ الأغاني الخليجية، وأحسّها قريبة على قلبي من بعد الأغاني العراقية”.
وتكشف عن مشاريعها الفنية بالإشارة إلى تعاملها مع أكثر من شركة إنتاج لعمل أغانٍ ولقاءات فنية، ومن بلاد الغربة تحديدًا، وهي تسعى للغناء لبلدها الحبيب العراق. بحسب وصفها.
تقارن عن الإختلاف ما بين “هيا” التي ظهرت على خشبة المسرح وهي طفلة أمام كبار الفنانين العرب، وبين “هيا” التي تقفُ اليوم أمام جمهورها لتُغني لهم “الذي تغير منّي وانا طفلة أنني إكتسبتُ الجرأة والخبرة من وقوفي أمام فنانين ونجوم كبار واليوم أقفُ أمام جمهور كبير يُشجعني ويدعمني، وأنا فخورة بنفسي وبهذا الحب من جمهوري الذي يُساندني دومًا”.
وعن سبب اختيارها اللون الغنائي الرومانسي في أغنيتها الأولى “يمّي” على عكس ما يظهر عليه الكثير من المطربين الشباب بالشكل الصاخب، تُشير قائلةً “لا شكّ أن أكثر الأغاني في الوقت الحالي ذات طابع صاخب، لكن أنا أحببت أن أخرج بعمل مختلف تمامًا يفتقده الجمهور والمستمع في الوقت الحالي وهي الأغنية البسيطة الهادئة الرومانسية فيها كلام وحب وحسّ فني عميق، وليس زعل أو حرمان أو حزن”.
وتختمُ الفنانة الشابة حوارها بالإشارة إلى دور عائلتها التي وقفت معها منذ طفولتها وساندتها لاسيما والدها الإعلامي حازم جباري، وأن انخراطها في مجال الفنّ نابع من موهبتها الفطرية.