صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هيت يستقبل 1500 عائلة نازحة من الفلوجة.. ولجنة تجهز 4 مخيمات و15 مدرسة لإيوائها

من يدخل إلى الفلوجة الآن يعرف أن هذه المدينة لن تعود مثلما كانت عليه في السابق، فالخراب يحيط بكل زقاق، والفوضى منتشرة بشكل كبير، ومنظر بقايا الصواريخ، وفوراغ الرصاصات أمر عادي جدّا. المدينة جبهة مفتوحة على الحرب، هذا كل ما يستطيع المرء قوله بعد رؤيتها.

وأصبح صوت القصف وهو يطن في رؤوس الساكنين فعلاً طبيعياً بعد مرور 5 أشهر لم ترتح فيها الفلوجة ليومين متتالين.

وأمس الاثنين، لم يطرأ تغيير يذكر في الحال، فالعمليات العسكرية مستمرة، والبراميل المتفجرة، التي نفى استعمالها علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء، موجودة. هذا وضع المدينة، لكن السكّان ضاقوا بحالهم، فلاذ الكثير منهم بالفرار.

ويشكو النازحون من الفلوجة، إلى المناطق الغربية من المحافظة، انعدام الاهتمام الحكومي، فلا أحد يعرف ما يحصل لهؤلاء، وما يعانونه. أهالي المناطق الغربية وحدهم من يهتمون بهم ويوفرون السكن لهم أو يفرغون المدارس لإسكانهم فيها أو ينشئون مخيمات لإيوائهم.

ويقول ياسين صباح أحد النازحين من الفلوجة إلى قضاء هيت \”هجرنا مدينتنا ومنازلنا بعد أن أصبحت البراميل المتفجرة تنهال علينا من الطائرات بلا رحمة ولجأنا إلى المناطق الآمنة في الأنبار كونها الأكثر هدوءاً ولأننا لا نملك المال الكافي للنزوح إلى المناطق الشمالية مثل إقليم كردستان\”.

ويذكر لـ\”العالم الجديد\” أن \”الحكومة المركزية والمحلية هي من تسهم بقتلنا فليس من الغريب ألا تهتم بمعاناتنا\”. ويستدرك \”ما يثير استغرابنا هم المرشحون الذين كانوا يقومون بجولات مستمرة في الأيام القليلة التي سبقت يوم الانتخابات البرلمانية لمساومتنا وبيع أصواتنا وقد اختفوا الآن\”.

وتتردّد على ألسن النازحين أسماء المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، في أمل منهم أن هذه المنظمات ستخلّصهم من معاناتهم، بعد أن بات الوجهاء يطالبون بتدخلها.

ويقول الشيخ رافد عبد الرزاق، رئيس لجنة استقبال النازحين في قضاء هيت، لـ\”العالم الجديد\” إن \”القضاء استقبل خلال اليومين الماضيين فقط أكثر من 1500عائلة نازحة من الفلوجة لجأت إلى المدينة بسبب القصف العشوائي على مدينتهم\”.

ويفيد عبد الرزاق \”قمنا بتجهيز 4 مخيمات و15 مدرسة لإسكان تلك العوائل بعد أن اكتضت المدينة بالنازحين خلال الأربعة أشهر الماضية منذ بدء الأزمة وحتى اليوم\”. ويضيف أن \”عملنا في تقديم المساعدة لهؤلاء النازحين يعتمد على الإمكانيات البسيطة التي تتوفر لدينا من تبرعات أهالي هيت وميسوري الحال لتوفير المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية للنازحين\”.

ويطالب عبد الرزاق \”جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بالوقوف معنا في هذه المحنة لسد حاجة النازحين إلى المساعدات الإنسانية الضرورية\”.

ويتابع \”لابد من مد يد عون الجميع للنازحين في مدينة هيت كوننا نعمل بالممكن وما يتوفر لدينا من إمكانيات بسيطة وهذا يتطلب تظافر جهود الجميع من مسؤولين ومعنيين وجمعيات خيرية ومنظمات إنسانية\”.

ويقول مهند زبار، قائم مقام قضاء هيت، إن \”أهالي هيت استنفروا كل طاقاتهم وإمكاناتهم المتاحة لتوفير كل مستلزمات السكن والحياة لهؤلاء النازحين من مواد غذائية وأدوية ومستلزمات إنسانية أخرى\”.

ويذكر في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”عدد النازحين من أهالي الفلوجة في قضاء هيت منذ بداية الأزمة وحتى اليوم وصل 17 ألف نازح في عموم القضاء\”. وينبه \”نحن بحاجة إلى تضافر كافة الجهود لتوفير كل المستلزمات الحياتية لهم\”.

ويلفت محمد ستار، عضو لجنة الإغاثة الإنسانية في هيت، إلى أن \”النازحين بحاجة إلى اهتمام حكومي وهو ما نفتقده للأسف\”.

ويقول لـ\”العالم الجديد\” إن \”الأمر يتطلب تعاون حقيقي بين الجهات الحكومية والمجالس المحلية في الأقضية والنواحي التي لجأ إليها نازحو الفلوجة\”.

إقرأ أيضا