كشفت صحيفة أميركية واسعة الانتشار عن قيام الولايات المتحدة الأميركية بتقديم صور اقمار صناعية الى نظام صدام حسين إبان حربه ضد ايران استخدمها في ضربها باسلحة كمياوية، مبينة أن الصور والخرائط شملت تحركات القوات الإيرانية، فضلا عن مواقع المرافق اللوجستية وتفاصيل عن الدفاعات الجوية الإيرانية.
فيما اعتبرت الصحيفة أن ظهور الوثائق الجديدة في الوقت الحالي سبب إحراجا كبيرا لإدارة اوباما المشغولة هذه الأيام باتخاذ موقف ضد نظام بشار الأسد بعد اتهامه باستخدام أسلحة كمياوية مؤخرا في منطقة الغوطة بدمشق.
وقالت \”واشنطن بوست\”، الصحيفة الأميركية، في عددها الصادر أمس الأثنين، إن \”مصادر في السياسة الخارجية نشرت مادة مثيرة للقلق خلال عطلة نهاية الأسبوع، حول تواطؤ الولايات المتحدة في استخدام العراق للأسلحة الكيماوية ضد ايران في 1980\”.
وأضافت ان \”وثائق وكالة المخابرات المركزية السرية كشفت مؤخرا عن مقابلات مع خبراء تفيد ان حكومة الولايات المتحدة الأميركية لم تكن على علم بإستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية في النزاع قبل الكشف عنه، رغم أنها أعطت الاستخبارات العراقية صورا من الاقمار الصناعية، ساعدتهم على التخطيط لإرتكاب جرائم الأسلحة الكيمياوية في المستقبل\”.
وأشارت الصحيفة الأميركية الى أنه \”في عام 1988، وخلال الأيام الأخيرة من حرب العراق مع إيران، علمت الولايات المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية أن إيران على وشك اكتساب ميزة استراتيجية كبرى من خلال استغلال ثغرة في الدفاعات العراقية\”.
وتابعت \”نقل مسؤولون في المخابرات الاميركية معلومات عن مواقع القطعات الإيرانية إلى العراق، بأنهم كانوا يدركون تماما أن جيش صدام حسين سيهاجم بالأسلحة الكيمياوية، بما في ذلك غاز السارين، وهو غاز الأعصاب المميت\”.
ولفتت \”واشنطن بوست\” الى أن \”الصور والخرائط شملت تحركات القوات الإيرانية، فضلا عن مواقع المرافق اللوجستية الإيرانية وتفاصيل عن الدفاعات الجوية\”.
وقام العراقيون، بحسب الصحيفة، باستخدام غاز الخردل والسارين بـ4 هجمات كبرى في وقت مبكر من عام 1988، واعتمدت الولايات المتحدة على صور الأقمار الصناعية والخرائط، والاستخبارات الأخرى.
ونفى مسؤولون أميركيون المعرفة أو الموافقة على استخدام الأسلحة الكيميائية العراقية على مدى سنوات الحرب.
إلا أن الصحيفة الأميركية أفادت أن \”العقيد المتقاعد من القوات الجوية ريك فرانكونا، الذي كان في بغداد خلال عام 1988 قال أن صور الاقمار الصناعية أظهرت تحركات الأسلحة الكيمياوية العراقية قبل كل هجوم ضد إيران\”.
ونبهت الى ان \”الدراسات الأكاديمية ووثائق الحكومة الأميركية الصادرة عام 2003 قد كشفت منذ فترة طويلة ان الولايات المتحدة تعلم بأن العراق كان ينشر أسلحة كيمياوية ضد ايران، ومع ذلك استمرت في تقديم المساعدة الإستخباراتية لصدام حسين\”.
وأردفت \”اضافت وثائق وكالة الاستخبارت المركزية خلال هذا الأسبوع توثيقا مهما وجديدا لما سبق، إلا ان توقيت إطلاق هذه الوثائق في وقت تدرس الولايات المتحدة كيفية الرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية السورية، كل ذلك أدى الى جدل واسع لدى الدوائر السياسية في الولايات المتحدة\”.
واعتبرت \”واشنطن بوست\” ان \”تكنولوجيا صور الأقمار الصناعية التي كانت تدعم العمليات العسكرية تنطوي على انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، لكن صور الأقمار الصناعية يمكن أن تستخدم أيضا لزيادة الوعي حول انتهاكات حقوق الإنسان، على سبيل المثال، حددت دراسة ييل كيف يمكن للتغييرات في الغطاء النباتي أن تساعد في تحديد حالات الإبادة الجماعية في دارفور\”.
وزادت \”كما انضم الممثل جورج كلوني الى القوات مع ناشطين مناهضين للإبادة الجماعية في مشروع (كفى) وشركة (ديجيتال غلوب) لصور الأقمار الصناعية لإطلاق مشروع (سنتينل) القمر الصناعي، الذي يراقب انتهاكات حقوق الإنسان فور حدوثها. ويرتبط مشروع (كفى) بمركز التقدم الاميركي الذي كان يعمل فيه العقيد ريك فرانكونا سابقا، ودعا كلوني الى بذل الجهود ضد الابادة الجماعية\”.
ورأت الصحيفة الأميركية انه \”بطبيعة الحال فإن صور الاقمار الصناعية كما هو الحال مع كل التقنيات الاخرى تقريبا هي حيادية، إلا أن تحديد أخلاقية استخدامها يتم من خلال كيفية نشر هذه الصور والى أي مدى، ويثير تقرير السياسة الخارجية المخاوف بشأن دور الحكومة الأميركية في جمع المعلومات الاستخبارية من خلال صور الاقمار الصناعية التي تتعلق بالصراع بين العراق وايران\”.