أكدت صحيفة أميركية أن \”داعش\” تتواجد وبقوة في كثير من المناطق العراقية، خصوصا في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والمحافظات الغربية، مبينة ان تنظيمها يمتلك مهارات وقدرات قتالية متطورة جدا، تمكنه من تنفيذ اهدافه بسهولة، فيما حذرت من ان \”داعش\” تستعد لاكتساح المزيد من الاراضي العراقية لاقامة حكومتها الاسلامية التي تطمح اليها في العراق والشام.
وقالت \”واشنطن بوست\”، في تقرير أعده لها \”فان هيفلين\”، ونشرته أمس الاحد، وترجمته \”العالم الجديد\”، إن \”الدولة الاسلامية في العراق والشام، وهي جماعة منشقة من تنظيم القاعدة تهدف الى خلق دولة جديدة تقوم على تفسير الشريعة الإسلامية الراديكالية لتقوم بحملة كبيرة لبسط سيطرتها على الأراضي في عدد من محافظات العراق\”.
وبينت أن \”الدولة الاسلامية بدأت في العراق منذ أكثر من سنة، معروفة باسم داعش بتقويض الدولة العراقية حين بدأت ببناء قدراتها العسكرية من خلال تجنيدها للفارين وتغذيها على الحرب الأهلية في سورية، وقد توسعت طموحاتها لتشمل كلا البلدين\”.
وأردفت قائلة \”وأعلنت هذه المجموعة مسؤوليتها عن المئات من الهجمات التي أودت بحياة أكثر من 2006 اشخاص هذا العام في العراق، حيث كانت أسوأ أعمال العنف التي شهدها العراق منذ عام 2008\”.
ولفتت الصحيفة في تقريرها الى انه \”الآن يبدو أن المجموعة تريد الدخول في مرحلة جديدة من تطورها. ففي بعض الأجزاء من سورية، فهي قامت بالفعل بإعداد مقومات أولية لاقامة حكومتها – بما في ذلك المحاكم والمدارس والبيروقراطية المدنية – ويبدو أن التقدم مستمر لفعل الشيء نفسه في العراق\”.
ونقلت واشنطن بوست عن جيسيكا لويس، مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب، الذي يدرس انبعاث المجموعة التي كانت تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في العراق قولها \”نحن نشهد على المعارك المتواصلة التي تشهدها قوات الأمن العراقية\”، مضيفة \”هذا يدل على أنهم يريدون البقاء لمصلحة من مصالحهم الخاصة\”.
وأسفر هجوم كبير للمجموعة في وسط مدينة كركوك الأسبوع الماضي (مول جواهر) والذي استمر لأكثر من 12 ساعة عن مقتل 10 اشخاص على الأقل، ووفقا لمسؤولين أمنيين محليين، أصروا على عدم الكشف عن هويتاهم لانهم غير مخولين بالتحدث مع وسائل الإعلام. قالوا للصحيفة الاميركية، ان \”العملية التي أودت بحياة الكثيرين لم تعلن مجموعة داعش مسؤوليتها عنها، لكن العملية تظهر مدى التدريب المكثف والتطور التكتيكي الذي تلقته المجموعة\”.
وبدأ الهجوم في منتصف نهار الأربعاء، عندما كان يقود انتحاري باتجاه مدخل مقر الاستخبارات، وهناك قام بتفجير سيارته المحملة بالمتفجرات، وتبع ذلك مهاجم ثاني يسير على الأقدام، وبدأ بإطلاق النار ومن بعدها تم تفجير حزام ناسف.
كما أطلق قناص من على سطح مركز للتسوق في مكان قريب النار، ليتمكن المهاجمين الذين لا يقل عددهم عن ستة اشخاص من اختراق الطوق الأمني ودخول المقر. وفشلت الشرطة المحلية التي سيطرت لعدة ساعات فقط على الوضع، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون لضباط يتواجدون حول زوايا المباني وهم يطلقون النار على القناصة بشكل عشوائي ودون التصويب.
عندما كان القتال قد انتهى أخيرا بحدود الواحدة صباحا من يوم الخميس بعد اجتياح مركز التسوق بالنيران، كان قد قتل العديد واصيب 54 على الاقل من افراد الامن و52 من المدنيين.
رأى فان هيفلين، في تقريره المنشور امس في واشنطن بوست، ان \”التفجير يشير إلى أن قوات داعش منتشرة في أراضي كركوك، وتمتد أيضا الى محافظات صلاح الدين و ديالى المجاورة. وتظهر حملة داعش الهجمات ليس فقط على الأهداف الصعبة، مثل مديرية المخابرات في كركوك، لكنها تقوم أيضا ببرنامج منهجي من الترهيب ضد قوات الامن العراقية والمسؤولين الحكوميين وعائلاتهم\” .
ووفقا لضباط عراقيين رفضوا الكشف عن اسمائهم لأسباب أمنية، قالوا للصحيفة، انه \”في أواخر تشرين الاول والثاني على سبيل المثال، شن متشددون عدة هجمات ضد الجيش العراقي وأفراد الشرطة في منازلهم حول كركوك، وغالبا ما تكون داعش هي المسؤولة\”.