تترجم “العالم الجديد” بالنص تقريرا لصحيفة واشنطن تايمز الأميركية حول تشكيل فصائل الحشد الشعبي تحالفا سياسيا لخوض الانتخابات المقبلة. (أسرة التحرير).
يجتمع قادة الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، لتشكيل حركة سياسية شيعية للمشاركة في الانتخابات المزمع اجراؤها في شهر آيار مايو المقبل.
ويضم التشكيل السياسي الجديد الذي اطلق عليه قادة الحشد الشعبي “تحالف المجاهدين”، المكون من منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، وفصائل شيعية اخرى حاربت تنظيم داعش تحت مظلمة الحشد الشعبي.
وتهدد هذه الخطوة بتفاقم التوتر الطائفي في العراق، وتزيد من المخاوف بشأن زيادة النفوذ الايراني بالبلاد في الوقت الذي تتصارع فيه بغداد لفرض سلطتها على كامل العراق ومن ضمنها اقليم كردستان.
أحمد مجيديار، مدير المشروع الايراني في معهد الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية يقول إن “هذه الفصائل تدربت وتلقت دعماً من ايران خلال العقد الماضي، حين كان نظام صدام حسين في الحكم، بهدف محاربة الجيش العراقي حينذاك، ولاسيما منظمة بدر”.
وتأسس التحالف الجديد رسمياً في اواخر شهر تشرين الثاني، ساعياً الى الاستفادة من انتصارات الحشد الشعبي في ساحة المعارك ضد تنظيم داعش على مدى السنوات الثلاث الماضية، لتتحول هذه القوة العسكرية الى نفوذ سياسي داخل البرلمان العراقي.
المحاولة الناجحة من قبل تحالف المجاهدين، هي تأمين مقاعد البرلمان العراقي، وكسر التوازن الحساس للسيد العبادي داخل العراق الذي يضم أقليات سنية وكردية كبيرة، بالاضافة الى مجموعات عرقية صغيرة.
وخلال زيارته الى طهران، تلقى السيد العبادي طلبين من المرشد الأعلى علي خامنئي، مفادهما، أن لا يَسمح العراق ببقاء القوات الاميركية في البلاد بعد هزيمة تنظيم داعش، وعدم حل فصائل الحشد الشعبي، وفقاً لاحمد مجيديار.
وأضاف مجيديار نقلاً عن قادة الفصائل الشيعية “اذا امرهم آية الله خامنئي، بإطاحة الحكومة ببغداد، فأنهم مستعدون لذلك”. وسعت بغداد الى التحايل على دور الجماعات المسلحة الشيعية، من خلال حظر مشاركتها في الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن ممثلين في الحشد استقالوا من مناصبهم بهدف المشاركة في الانتخابات، متجاوزين محاولات العبادي.
ويقول المنتقدون إن “الاستقالات ليست سوى حيلة، لانهم مستمرون في التأثير على قواتهم”.
وأشار مجيديار الى قادة الفصائل المسلحة، بأنهم مايزالون يتحكمون بجماعاتهم المسلحة.
وبدأت ايران فعلا بتعزيز الطموحات السياسية للفصائل الشيعية المسلحة قبل فترة من هزيمة التنظيم. وكان المستشار العسكري للحرس الثوري الايراني، يساعد الفصائل الشيعية المسلحة بتنظيم دورٍ سياسي لهم بعد إستعادة السيطرة على بلدة تلعفر، على حدّ تعبير مجيديار.
ورفض البنتاغون التعليق على ما قد يكون للحشد الشعبي ائتلافاً سياسيا من شأنه أن يؤثر على خطوات العبادي، او التأثير على السياسة العراقية وعلاقات البلد مع واشنطن.
وصرّح المتحدث باسم البنتاغون ماجور ادريان في رسالة بعثها بالبريد الالكتروني للصحيفة أن “العراق دولة ذات سيادة، وشعبه سيقرر نتائج الانتخابات العراقية”. وأضاف أن “مهمتنا هزيمة داعش، وتعزيز مؤسسات الدفاع العراقية التي ستستمر بموافقة الحكومة العراقية”.
ويوجد حالياً 140 الف مقاتل تحت مظلة هيئة الحشد الشعبي التي تشكل ما يقرب من نصف الجيش العراقي وربع قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.
وشكك برلمانيون سنة بارزون في ولاء الجماعات المسلحة الشيعية، وكان أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية العراقية قال إن “لدى هذه الجماعات المسلحة طموحات سياسية، وأجندات خاصة، فهم خطيرون جداً على مستقبل العراق”.
وقال الأمين العام لكتائب جند الإمام أحمد الأسدي المتحدث باسم التحالف السياسي لقادة الحشد الجديد، إن “هدفه ببساطة ضم شخصيات سياسية دافعت عن العراقيين في المعارك، وستدافع عنهم في العملية السياسية”.
من جانب آخر، رفضت فصائل مسلحة شيعية موالية للمرجع الديني آية الله علي السيستاني، المشاركة في الائتلاف الجديد، وفقاً لما ذكره موقع “المونيتور”، ومنها لواء الامام علي، وعلي الأكبر وكتائب انصار الحجة.
ورفضت بدورها سرايا السلام، الجناح العسكري للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر المشاركة في الائتلاف السياسي الجديد. وفي اواخر العام الماضي، وافقت قوة السيد الصدر على حل قواتها وتسليم عتادها الى الحكومة العراقية، وتعد اول جماعة مسلحة تسلم اسلحتها الى الحكومة العراقية بعد هزيمة تنظيم داعش.
المصدر: واشنطن تايمز