صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

والد علي جاسب.. سيرة مناشدات انتهت برصاصات عدة

مسلحان على دراجة، فتحا النار تجاه جسده المنهك بسبب اختطاف نجله، لينهيا حياته ويسكتا صوته الذي ارتفع وبح وهو يناشد جميع الجهات الرسمية والمسؤولين لمعرفة مصير نجله، هكذا اغتيل والد المحامي المختطف علي جاسب.

في سيناريو مكرر وبشع، مسلحان يركبان دراجة نارية، يفتحان النار على جسده المنهك، ليسكت بذلك والى الأبد، صوته الهادر منذ عام ونصف، والذي ارتفع وبح وهو يناشد جميع الجهات الرسمية والمسؤولين لمعرفة مصير نجله.. هكذا اغتيل والد المحامي المختطف علي جاسب، مساء اليوم الأربعاء.

مصدر امني في محافظة ميسان، أكد في حديث لـ”العالم الجديد” أن “مسلحين يستقلان دراجة نارية، فتحا النار على والد المحامي علي جاسب، وهو متجه لمجلس عزاء الذكرى السنوية لاحد الناشطين، الذي قتل بعملية اغتيال”.

واضاف المصدر ان “عملية الاغتيال جرت قرب شارع المعارض في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، وأدت الى مقتل الرجل على الفور”.

جاسب، والد المحامي علي، الذي اختطف في 8 تشرين الاول اكتوبر عام 2019، من وسط مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوبي العراق، بعد ان تبنى المدافعة عن المتظاهرين الذين اعتقلوا، وما زال مصيره مجهولا حتى الان.

برز جاسب، بعد اختطاف نجله، عبر فيديوات كثيرة ولقاءات مع المسؤولين، طالب وناشد فيها بمعرفة مصير ابنه واطلاق سراحه، لكن دون جدوى، واستمر بهذه المناشدات، حتى اطلق في آب اغسطس 2020 مناشدة لأبي الفضل العباس شقيق الامام الحسين، بعد يأسه من مناشدة المسؤولين.

ويعد العباس، احد رموز المكون الشيعي، وقتل مع اخيه الامام الحسين في واقعة الطف بكربلاء، ويتجه اليه اغلب المسلمين الشيعة للدعاء والاستنجاد به عند أي مأزق يمرون به، وذلك نظرا لـ”كراماته” حسب الموروث الشيعي.

وكان جاسب قد تحدث لـ”العالم الجديد” في تشرين الاول اكتوبر 2020، خلال احياء الذكرى الاولى لانطلاق تظاهرات تشرين، قائلا في وقتها، علي تم استدراجه عن طريق اتصال هاتفي، وعند إقامة الشكوى امام محاكم التحقيق المختصة، قمنا بتحديد الرقم الذي استدرجه، وبعد بحث مستمر تم تحديد عائدية الرقم الى مسؤول حركة انصار الله الاوفياء بالمحافظة المدعو (حيدر الغراوي).

وتابع آنذاك، أثناء مرحلة التحقيق تم رصد فتح جهاز ولدي علي، وعند تحديد اشارة فتح الاتصال، اتضح ان المكان يعود لاحد عناصر المليشيات في المحافظة، مضيفا ان الدعوى التحقيقية وصلت الى طريق مسدود في ميسان، لانها اصطدمت بالمليشيات فيها، بعد كشف الجهة الخاطفة.

وبين خلال حديثه السابق، قمنا بنقل الدعوى الى بغداد لغرض تحريكها لكن دون جدوى، حيث تم نقلها ولكن لم نلمس اي حركة، وقد قابلت رئيس الوزراء في زيارته الاخيرة الى ميسان، وقال لي بأن ولدي هو ولده، ووعدني بكشف ملابسات اختطافه واعتقال الخاطفين، وقد مضى اكثر من اسبوعين على اللقاء معه دون اي معلومة تذكر او حركة امنية.

وانطلقت في 1 تشرين الاول اكتوبر 2019، تظاهرات كبرى في العراق، تحولت فيما بعد الى اعتصامات مفتوحة في 10 مدن عراقية، وشهدت اعمال عنف وقمع من الساعات الاولى لانطلاقها، ما اودى بحياة 600 الى 700 متظاهر، واصابة اكثر من 26 الف، نتيجة استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان، فضلا عن إطلاق الرصاص الحي، وفي فترة شهدت انتشار قناصين مجهولين، ما ادى الى مقتل عشرات المتظاهرين برصاصهم الصامت.

إقرأ أيضا