في زيارة هي الثانية له بعد الزيارة التي قام بها مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، إلى العاصمة بغداد.
إذ قال مراسل “العالم الجديد”، إن “وزير الخارجية الإيراني عباس عراقي، وصل قبل قليل، إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية لن تستغرق وقتاً طويلاً يلتقي خلالها المسؤولين العراقيين للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة”.
وأضاف أن “عراقجي سيلتقي خلال زيارته التي تستمر لبضع ساعات كلا من: نظيره العراقي فؤاد حسين، ورئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما سيتوجه عراقجي بعد ختام زيارته للعراق الى العاصمة العمانية مسقط لمواصلة مشاوراته الإقليمية التي بدأها منذ الأسبوع الماضي”.
إلى ذلك، كتب المتحدث باسم الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة “إكس”، إنه “استمرارا لمشاورات وزير الشؤون الخارجية الدكتور عراقجي مع الدول الإسلامية بشأن الوضع المتأزم في المنطقة نتيجة الإبادة الجماعية واعتداءات الكيان الاسرائيلي في غزة ولبنان، وصلنا إلى بغداد”.
وكانت مصادر مطلعة، كشفت أمس السبت، لـ”العالم الجديد”، بأن “زيارة عراقجي لبغداد ستكون قصيرة جدا وتقتصر على لقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية وذلك لبحث تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة”، مبينة أن “عراقجي سيلتقي سريعا قادة الصف الأول من قادة الفصائل العراقية لحثهم على عدم توسيع دائرة الصراع والحرب في المنطقة، ليغادر قبل حلول الليل العاصمة بغداد”.
وسبق أن زار عراقجي كل من قطر والسعودية للتشاور بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة الهجوم الصهيوني على غزة ولبنان.
وكان عباس عراقجي قد زار لبنان الأسبوع الماضي بحث خلالها مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان والمنطقة.
يذكر أن الفصائل المسلحة العراقية، توقف عن استهداف القواعد الأمريكية، قبل صدور بيان الانسحاب المشترك، كما بدأت مرحلة جديدة من العمليات، تتمثل باستهداف إسرائيل، وازدادت وتيرتها بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ومنذ أشهر، تشن فصائل عراقية هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل إسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن التصعيد بدأ يشتد منذ دخول حزب الله اللبناني في القصف المتبادل مع إسرائيل حتى بلغ التصعيد ذروته باغتيال أمين عام الحزب اللبناني حسن نصر الله، إثر غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع الشهر الجاري.
وعقب هجوم إيراني بمئات الصواريخ على إسرائيل ردا على اغتيال نصر الله، هددت “المقاومة العراقية”، باستهداف القواعد الأمريكية في حال تدخلت أمريكا ضد إيران أو استخدم “العدو الصهيوني” أجواء العراق لقصفها.
وتهدد إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران، وما زالت تبحث طبيعة الأهداف التي ستشملها الضربة، وهذا كان محور اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل يومين.
وكان أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة وزير الخارجية الإيراني لبغداد في هذا التوقيت لا تخرج عن سلسلة زياراته لعواصم المنطقة الاخرى، فهي تشير إلى تخوف طهران من تداعيات الضربة الإسرائيلية المتوقعة ومحاولتها حشد دول المنطقة خلف رؤيتها السياسية”، مبينا أن “إيران تشعر بجدية التهديد الإسرائيلي وهي غير متيقنة من سقف الأهداف التي يمكن لتل أبيب ضربها وما قد يجره ذلك من احتمال مواجهة مباشرة بين الطرفين قد تطلب تورط دول المنطقة الأخرى فيها بشكل أو بآخر”.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول بارز في مكتب السوداني، الإسبوع الماضي، أن الحكومة العراقية “تتحرك وبسرعة عالية بهدف تفادي تداعيات الحرب وإبعاد البلاد عن تبعاتها الخطيرة”، لافتة إلى أن هذه الجهود تتضمن الحديث مع حلفاء العراق الغربيين المؤثرين في الأحداث، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بهدف إقناعهم بموقف العراق البعيد عن الحرب، وتاليا قيامهم بالضغط على إسرائيل في حال فكرت باستهداف العراق.
وكان القيادي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، أبلغ ”العالم الجديد”، مؤخرا، أن “فصائل المقاومة في العراق لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال دخلت إيران في حرب مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، فالفصائل ستكون جزءا من هذه الحرب بما لا يقبل الشك”.