صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

وزير الخارجية السوري يصل بغداد.. والرئاسات في صدارة اللقاءات

من المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري إلى العاصمة بغداد، ويلتقي نظيره العراقي، إضافة إلى لقاءات مختلفة سيجريها مع الرئاسات الثلاث، وكذلك مع رئيس مجلس القضاء الأعلى.

وصل وزير الخارجية السوري إلى العاصمة بغداد، للقاء نظيره العراقي، إضافة إلى لقاءات مختلفة سيجريها مع الرئاسات الثلاث، وكذلك مع رئيس مجلس القضاء الأعلى.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى بغداد مساء اليوم السبت (3 حزيران يونيو 2023)، للتباحث حول العلاقات الثنانية بين بغداد ودمشق.

وجاء في بيان سابق للمتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، أن برنامج الزيارة، سيبدأ صباح الغد، وسيلتقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ثم يلتقي الرئاسات الثلاث، ورئيس مجلس القضاء الأعلى.

ستركز الزيارة وفقاً للبيان على العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق، ودور العراق في إعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، كما سيناقش الوزيران سُبُل الدفع بالعلاقات لمديات تنسجم ومصالح الشعبين.

يشار إلى أن صحفا سورية، أعلنت قبل أيام، أن الوزير المقداد “سيلتقي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي”.

ووفقاً لتلك الصحف، فإن المقداد “سيعقد لقاء مع نظيره فؤاد حسين وستركز المباحثات على تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر المستجدات في المنطقة”.

وفي وقت سابق، شاركت دمشق إلى جانب دول مجاورة للعراق من بينها الخليج، في مؤتمر طريق التنمية الاستراتيجي في بغداد.

وخلال شهر أيار مايو المنصرم، عادت سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد على بقائه شاغراً إثر الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2011.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية العراقية، في أكثر من مناسبة، دور بغداد المحوري في عودة سوريا إلى مقعدها العربي.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، كان قد أرجأ زيارته إلى العراق، لتزامنها مع الاجتماع المنعقد في القاهرة حول سوريا والسودان، والذي تقرر خلاله الموافقة على عودة دمشق للجامعة العربية، وذلك مطلع أيار الماضي.

واتفق وزيرا خارجية العراق وسوريا، على تأجيل زيارة المقداد إلى بغداد، نظراً لمشاركة وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في اجتماع القاهرة، وقررا تحديد موعد آخر للزيارة فيما بعد، وفقاً لصحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية.
 

ورغم حدوده المشتركة ومساهمته بعودة سوريا لمحيطها العربي، استبعد العراق من المفاوضات الرباعية (تركيا، سوريا، روسيا، وإيران)، الهادفة لإنهاء الأزمة السورية وتطبيع العلاقة بين دمشق وأنقرة، وهو ما أشكل عليه بعض المراقبين، مؤكدين أنه كانت هناك ضرورة لدعوة العراق لهذه المفاوضات، لاسيما وأن أمن الدولتين مشترك، في حين، برز رأي مخالف يتمثل بعدم قدرة العراق على المشاركة بحل دولي، ستكون الضامن فيه طهران وموسكو.

وكان المحلل السياسي التركي جواد غوك، قد قارن بين البلدين في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، بالقول إن “هناك حكومة مستقرة في العراق على عكس سوريا، والقضية العراقية لا علاقة لها بروسيا مثلا بشكل مباشر أو تركيا، لكن القضية السورية لابد أن يفتح فيها ملف آخر خاص للعراق”، مبينا أن “القضية السورية دولية، ولم يكن هناك أي طلب من أي جهة بمشاركة العراق في هذه اللقاءات”، لكنه يحتمل أن “الأطراف المشاركة لا ترغب بتوسعة طاولة الحوار بسبب رغبة السعودية بالمشاركة وهو ما لا تريده هذه الدول”.

واتفق وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، في اجتماع رباعي في موسكو على تكليف نوابهم لإعداد خريطة طريق لاستئناف العلاقات بين دمشق وأنقرة، والتي قطعت منذ بدء الأزمة السورية في العام 2011.

وذكر بيان ختامي للاجتماع الوزاري الرباعي في العاصمة الروسية أن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا وسوريا، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع، واتفقوا على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى، والمفاوضات الفنية الرباعية في الفترة المقبلة.

يشار إلى أن رئيس اتحاد البرلمان العربي رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، ترأس في شباط فبراير الماضي، وفد الاتحاد البرلماني العربي، في زيارته إلى سوريا، وهناك التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد تضامنه معها والوقوف مع شعبها، واستمرار تقديم الإمكانات اللازمة بعد حادث الزلزال.

ويأتي التوجه العراقي نحو إعادة سوريا لمحيطها العربي وكسر العزلة، بالتزامن مع تحرك إماراتي في ذات الصدد، حيث زار وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، دمشق والتقى الأسد مطلع العام الحالي، وأكد أنه “من الطبيعي أن تعود سوريا إلى عمقها”.

جدير بالذكر، أن العراق يرتبط مع كل من روسيا وسوريا وإيران، بمركز أمني مشترك، يمسى “مركز التنسيق”، وقد أثمر هذا التعاون عن ملاحقة قادة تنظيم داعش وإفشال مخططات إرهابية لاستهداف روسيا وسوريا، وكان للعراق الدور الفعال في هذا المركز،نظرا لقاعدة البيانات التي يمتلكها بشأن عناصر داعش.

يذكر أنه في تشرين الثاني نوفمبر 2011، قررت الجامعة العربية تجميد عضوية سوريا، نتيجة للأحداث التي شهدتها بعد اندلاع الاحتجاجات فيها المطالبة بتغيير النظام.

وتعتبر سوريا امتدادا لدول تضم أنصارا لإيران وتشمل العراق ولبنان واليمن أيضا، في ما بات يعرف بين أولئك الأنصار، بـ”محور المقاومة” الذي يهدف لوصول طهران برا إلى البحر الأبيض المتوسط، كما قال لـ”العالم الجديد”، محللون سياسيون في وقت سابق.

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة قالت في بيان مشترك، في آذار مارس من العام الماضي، إنها “لا تدعم جهود تطبيع العلاقات مع الأسد”.

ومنذ بدء الأزمة السورية، دخلت تركيا على الخط بشكل مباشر وقوي، وتمكنت من قرض سيطرتها على مناطق سوريا وإخضاعها لسلطتها وقوانينها وعملتها ولغتها.

جدير بالذكر، أن الإتحاد الوطني الكردستاني، يعد من أبرز الأحزاب الكردية في العراق المتعاونة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقد رفض سابقا استهدافه من قبل تركيا لهذا السبب، التي تصنف (قسد)، على أنها جزء من حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه إرهابيا.

إقرأ أيضا