صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

وزير الطاقة التركي في بغداد وهذه أبرز ملفاته

يواجه العراق تحديات كبيرة تتعلق بأزمة الكهرباء التي من المتوقع أن تضرب البلاد بشكل قوي خلال الصيف المقبل، إثر توقف إمدادات الغاز الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، يتزامن هذا التحدي مع تصاعد التوترات في المنطقة.

وفي هذا الإطار، وصل وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الأحد، إلى العاصمة بغداد، حيث اتفق خلال زيارته على مضاعفة كمية الكهرباء التي ستوفرها أنقرة لبغداد، إلى جانب مناقشة إمكانية استيراد الغاز من تركيا لتغطية احتياجات محطات توليد الطاقة المحلية، فيما سيبحث، مساء اليوم، مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تطورات المنطقة، ليتوجه بعدها إلى أربيل للقاء عدد من قادة الإقليم ومناقشة ملفي حزب العمال الكردستاني وتطورات تشكيل حكومة كردستان.

وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية تلقته “العالم الجديد”، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي، وزير الخارجية، فؤاد حسين، استقبل، اليوم، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي بيرقدار، في مقر وزارة الخارجية العراقية لبحث تطوير مشاريع الطاقة المشتركة.

وأضاف أن “اللقاء شهد مناقشة القضايا المتعلقة بالكهرباء، والغاز الطبيعي، والنفط، وسبل تطوير التعاون القائم في قطاع الطاقة، بما يرقى إلى مستوى العلاقات الوثيقة بين العراق وتركيا، ويلبي احتياجات البلدين، كما جرى بحث تشجيع الشركات التركية وتقديم التسهيلات اللازمة للاستثمار في قطاع النفط والغاز في العراق، إضافة إلى مناقشة إمكانية تزويد العراق بالطاقة الكهربائية من تركيا لسد العجز خلال مواسم الذروة، وأهمية استكمال مشروع الربط الكهربائي عبر تهيئة الإجراءات الفنية اللازمة في أقرب وقت”.

وأكد البيان، أن “الجانبين اتفقا على مضاعفة كمية الكهرباء التي ستوفرها تركيا للعراق، بما يسهم في تلبية جزء من احتياجات إقليم كردستان ومدينة الموصل، كما تم التباحث بشأن تجديد عقد أنبوب جيهان لنقل النفط، مع التأكيد على إمكانية تمديده جنوباً لتعزيز قدرات تصدير النفط العراقي، وإيصاله إلى الأسواق الأوروبية”.

كذلك ناقش الطرفان “إمكانية استيراد الغاز من تركيا لتغطية احتياجات محطات توليد الطاقة في العراق، وسبل تعزيز التعاون في هذا المجال، وفي ختام الاجتماع، أكد الجانبان على “أهمية استمرار التنسيق والمتابعة المشتركة بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك”.

وفي وقت سابق من اليوم، استقبل وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في بغداد، بحضور السفير التركي أنيل بورا إينان، لبحث آفاق التعاون في قطاع الطاقة وتعزيز الربط الكهربائي بين البلدين.

وأكد وزير الكهرباء، وفق بيان تلقته “العالم الجديد”، أن “وزارة الكهرباء أكملت جميع الاستعدادات لرفع طاقة التجهيز عبر خط الربط العراقي – التركي إلى 600 ميغاواط، مقترحاً تشكيل لجنة فنية عليا مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقات”.

من جانبه، أعلن الوزير التركي أن الأشهر المقبلة ستشهد مضاعفة الإمدادات عبر الخط المشترك، مؤكداً حرص أنقرة على تعزيز التعاون مع بغداد في قطاع الطاقة.

يُذكر أن خط الربط الكهربائي المشترك (كسك – جزرة 400KV) بدأ التشغيل في تموز الماضي، ويزود العراق حالياً بـ300 ميغاواط.

إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الأحد، عن الملفات التي سبحثها وزير الطاقة التركي خلال زيارته إلى بغداد.

وذكرت المصادر لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إلى العراق سوف تستمرين ليومين، حيث من المقرر أن يلتقي مساء اليوم رئيس الوزراء محمد السوداني، لاطلاعه على الاتفاقيات بشأن الغاز والكهرباء، كذلك بحث التصعيد في المنطقة”.

وأضافت أن “بيرقدار سيتوجه بعدها إلى أربيل للقاء قادة الإقليم وبحث ثلاثة ملفات هناك وهي تطورات الأوضاع في المنطقة وحزب العمال الكردستاني بعد دعوة زعيمه أوجلان بنزع السلاح، كذلك تطورات تشكيل حكومة الإقليم، ليعود إلى بلاده غدا الاثنين”.

ووصل وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان، في وقت سابق من اليوم الأحد، الى العاصمة بغداد، وكان باستقباله نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي حيان عبد الغني.

وفي 8 آذار مارس الجاري، انتهت مدة الاستثناء الذي أعطته الولايات المتحدة للعراق من العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي فإن حكومة بغداد لن تتمكن من استيراد الغاز الإيراني اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في عموم البلاد.

وأصدرت الحكومة العراقية، في 10 آذار مارس الجاري، قرارات جديدة في سبيل تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية الذكية، بعد إنهاء الإعفاء الأمريكي عن الغاز الإيراني لمحطات إنتاج الكهرباء، مؤكدة على المحافظين بضرورة الإسراع في تهيئة الأراضي المخصصة لهذه المشاريع.

وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، خلال اتصال هاتفي، الأحد الماضي، التزامهما بتعزيز وتعميق الشراكة الإستراتيجية، بينما أشار الأخير إلى أن “إنهاء استثناء الكهرباء المجهزة من إيران يرتبط بسياسة الضغط الأقصى، مما يؤكد أهمية التنسيق الثنائي لتفادي أي آثار سلبية محتملة على استقرار العراق”.

وأعلنت الخارجية الأمريكية، في 9 آذار مارس الجاري، رسميا إنهاء إعفاء العراق من استيراد الغاز الإيراني، كجزء من حملة “الضغط الأقصى” التي يشنها ترامب ضد طهران، بحسبما نقلت وكالة رويترز.

وقال المتحدث باسم لجنة النفط والغاز النيابية علي شداد، في حينها، عن توجه الحكومة العراقية لاستيراد الغاز الخليجي بدلاً عن الإيراني بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة، معلنا عن مشروع يجري العمل على إنجازه بسرعة عالية في البصرة، أقصى جنوبي البلاد.

وتزود إيران العراق بحوالي 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بما يغطي حوالي ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء، إلا أن هذا الكم لا يكفي لتلبية احتياجات العراق في أوقات الذروة.

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أكد في 8 آذار مارس الجاري، أن الحكومة العراقية وضعت عدة سيناريوهات لمواجهة أي تطورات تتعلق بالموضوع”، مبينا أن العراق يستورد من إيران “50 مليون قدم مكعب وتشكل ثلثاً من إنتاج الطاقة الإيرانية، والحكومة وضعت جميع السيناريوهات في حال تم تجديد الإعفاءات أو لم يتم التجديد”.

وكشف العوادي عن “قرب حل مشكلة استيراد الغاز التركمانستاني، متوقعا وصوله إلى محطات إنتاج الطاقة العراقية خلال الشهرين المقبلين عبر الأراضي الإيرانية”، لافتا إلى أنه “في حال لم تنجح هذه الخطوة، فإن العراق لدية خيار آخر هو استخدام منصات الغاز وهي عبارة عن سفن عائمة ويتم ربطها بأنبوب خاص مربوط بالمحطات الكهربائية في البصرة، حسب تعبيره.

الجدير بالذكر أن الحكومات المتعاقبة في العراق صرفت على المنظومة الكهربائية منذ 2006 ولغاية 31 من كانون الأول ديسمبر 2024، نحو 98 مليار دولار والعراق بلا كهرباء.

ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل نحو 40% من منظومته الكهربائية، ما يعني أن أي تقليص أو قطع لهذه الإمدادات قد يؤدي إلى تفاقم انقطاعات الكهرباء خلال الصيف.

إقرأ أيضا