توقعت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء، ارتفاع أسعار النفط في السوق، بسبب زيادة الطلب، وتراجع الإمدادات على مدى الأشهر القليلة المقبلة.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إنه بعد 8 فصول متوالية من الانكماش عاد الطلب على النفط في الدول الصناعية للنمو في الربع الثاني من العام الحالي.
ومنذ ذلك الحين تسارع الطلب على الوقود، لاسيما في الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم. وفي الشهر الماضي قفز الطلب الأميركي على النفط ليعاود الصعود فوق 20 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008.
وتابع التقرير \”يتوقع المتعاملون في السوق ضعفا في الربع الأول، لكن الاتجاه الصعودي في أسواق النفط سواء على مستوى العرض أو الطلب أظهر ثباتا ملحوظا\”.
واستقرت أسعار النفط على مدار السنوات الثلاث الماضية واقتربت في المتوسط من 110 دولارات، وكبح الاتجاه الصعودي تباطؤ الطلب العالمي على النفط، وتعطل الإمدادات من عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ورفعت الوكالة التي مقرها باريس تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط 145 ألف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا في 2013، وبمقدار 110 آلاف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا في 2014.
وبذلك يرتفع إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط لأكثر من 92.4 مليون برميل يوميا العام المقبل. وبفضل ذلك ستحتاج منظمة أوبك لضخ مزيد من النفط العام المقبل، ورفعت الوكالة التقديرات للطلب على نفط أوبك بمقدار 200 ألف برميل إلى 29.3 مليون برميل.
وقالت الوكالة إن زيادة طاقة التكرير وتنامي إنتاج أنواع من الوقود خارج المصافي سيقود لإغلاق عدد أكبر من مصافي التكرير في 2014.
وتضررت المصافي في أوروبا بشدة جراء المنافسة من الولايات المتحدة وآسيا، ورغم قلة عدد المصافي التي أغلقت أبوابها في 2013 مقارنة بالعام السابق، فان 2014 سيكون صعبا.
وذكر التقرير \”في ظاهر الأمر يبدو أن زيادة طاقة التكرير تتناسب مع النمو المتوقع للطلب في 2013 و2014، لكن على المستوى العملي ستلبي إمدادات من خارج المصافي حصة أكبر من زيادة الطلب\”.