ليست المرة الأولى، ولن تكون الاخيرة …
هذا مطلع بيان اصدره مؤخرا اتحاد الادباء والكتاب فرع نينوى احتجاجا على تجاهل وزارة الثقافة مبدعي المحافظة، في الاحتفالية الاخيرة التي كرمت خلالها الكتاب العراقيين ممن حصدوا جوائز في محافل عربية ودولية.
الادباء الموصليون رغم لهجة العتاب الشديدة المصوّبة الى صدر الوزارة لتقصيرها تجاههم، فضلا عن الاتحاد العام للادباء والكتاب وربما البيت الثقافي ايضا، إلا انهم وبكل روح رياضية لم ينسوا تقديم التهنئة لزملائهم من المحافظات الاخرى المشمولين بالتكريم، وهذا ديدن المثقفين الحقيقيين.
وليتني اطلعت على ما تخفي صدور وعقول المسؤولين عن الحفل، لأفهم كيف تسول لهم انفسهم تجاوز مدينة بثقل الموصل!! اقول ذلك ملء فمي ليس من باب التعنصر لمدينتي، انما الشمس لا تحجب بغربال، فلن يحتاج اي امرئ الى عظيم جهد ليعرف اسماء الشعراء والأدباء والكتاب الموصليين الفائزين مؤخرا بجوائز عربية ودولية لا تقل قيمتها عما لدى اقرانهم ممن تصدروا قوائم حفل التكريم ذاك.
وهاكم بعض الاسماء: الشاعر محمود الدليمي، والشاعر وليد الصراف، والشاعر عمر عناز، والقاص ناهض الرمضاني، والمسرحي والروائي حسين رحيم، والقاص بيات مرعي، والقاص بهجت درسون، والروائي نوزت شمدين، والشاعر والناقد د.أحمد جار الله، وشريف هزاع، والشاعر زينل صوفي، والشاعر عبد المنعم الأمير، والقاص فارس الغلب، والقاص طلال حسن، والشاعر صالح مجيد عيسى، والقاص يحيى عبد الكريم، والقاص ابراهيم سليمان نادر، والسيناريست سعدي صالح.
اعود لأقول جهارا نهارا كيف تسول لهم انفسهم تجاوز مدينة بثقل الموصل، لأننا في هذه الايام تحديدا بحاجة ماسة الى تجنب كل اساليب الاقصاء التهميش و(التطنيش) وعلى المستويات كافة، بلدنا يا سادة يا اصحاب القرار وذوي الشهادات \”المفتوحة\”، تتوحم على رائحة الوطنية وشيءٍ من التسامح والتعايش السلمي وجمع الكلمة، والابتعاد عن المواقف التي تفوح منها روائح طائفية وعنصرية خبيثة.
وليتنا نسمع اعتذارا من الوزارة لا عذرا تافها. عن نفسي اتخيل الان ان احدهم يقول على انغام ضحكة صفراوية: (نسيناكم وروح امي) انتم قريبون من القلب لذلك لم نتذكركم، وسبحان من لا ينسى، حتى في حفلات الزفاف عادة ما يُنسى الجيران والأصدقاء المقربون. ثم يختم عذره القبيح بسفسطة فجة: بس احنا نعتب عليكم كثير كثير، ليش ماجيتو عالحفل، هو انتو تحتاجون عزيمة.
والعجيب انها \”ليست المرة الأولى، ولن تكون الاخيرة…\” كما جاء في البيان، بس صدق لو قال المصلاوي: يكد ابو جزمة وياكل أبو كلاش.
وياكل أبو كلاش
2013-09-25 - منوعات