10 أعوام على \”11 أيلول الأمم المتحدة\” في بغداد: المقر ما زال حطاما والبعثة دخلت إلى حصن \”الخضراء\”

تفجير بغداد الهائل الذي حدث قبل عقد من الزمن وصف بأنه \”11 أيلول الأمم المتحدة\”، حيث قتل فيه 22 شخصا بينهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ما أدى في نهاية المطاف إلى تشديد إجراءات الأمن.

في 19 آب 2003، فجر انتحاري شاحنة مزودة بالمتفجرات بجانب فندق القناة، الذي يضم مكاتب الأمم المتحدة، ما أسفر عن مقتل سيرجيو فييرا دي ميللو، مبعوث الأمم المتحدة البرازيلي الجنسية، و21 آخرين.

وفي موقع الهجوم – الذي تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم باعتباره واحدا من أولى التفجيرات في العراق – لم يطرأ تغير يذكر على مدى 10 سنوات، حيث يبدو أحد أركان الفندق كأنه تحطم بفعل مطرقة عملاقة، بقايا الطوابق تبرز من المبنى، غرف تتناثر فيها الأنقاض ويغطيها الغبار، قضبان التسليح المعدنية صدئة تتدلى من الهيكل مثل الكروم (أشجار العنب) التي ذبلت وماتت منذ مدة طويلة، وخوذة الأمم المتحدة الزرقاء لا تزال بالقرب من موقع التفجير.

ويتحدث مروان علي، الذي كان يعمل كمستشار سياسي في بعثة الأمم المتحدة، بأنه نجا من الهجوم لأنه خرج عبر الجانب الآخر من القاعة من قسم المبنى الذي دمر تماما قبل وقوع التفجير الذي ألقاه على الأرض، لكنه لم يصب بجروح.

ويشدد علي، الذي يعمل الآن مديرا للشؤون السياسية للأمم المتحدة في العراق \”لقد منحت لي حياة جديدة\”، مضيفا \”على الفور بعد التفجير، عدت إلى حيث كان صديقي، الذي عثر عليه ميتا، بجانب زميل آخر\”.

ويصف علي التفجير القوي والمدوي والدامي، بانه \”الحادي عشر من سبتمبر الأمم المتحدة\”، لافتا إلى أن التفجير \”غير الوضع الأمني كله، فقبل تفجير فندق القناة وتفجير آخر ضد الأمم المتحدة في أيلول 2003، كنت قادرا على السفر إلى جميع أنحاء العراق في سيارة غير مدرعة، ولكن بعد الهجمات تم نقل العديد من موظفي الأمم المتحدة إلى خارج البلاد\”.

معظم موظفي المنظمة الزرقاء الآن في العراق، لكن مقر الأمم المتحدة يقع في المنطقة الخضراء ببغداد – وهي منطقة آمنة للغاية تضم المباني الحساسة للحكومة العراقية والسفارات الأجنبية، ومن الصعب بالنسبة لمعظم العراقيين الوصول إليها.

وتحيط المنطقة الخضراء الجدران الكونكريتية، ويحرسها جنود مسلحون بأسلحة تتراوح بين البنادق الهجومية ودبابات أبرامز، في حين أن منشآت الأمم المتحدة في الداخل محمية بالمزيد من الجدران والحراس، وكذلك الموظفين الذين يسافرون خارج المنطقة الخضراء يرافقهم حراس ويركبون في عربات مدرعة، أما بالنسبة للتدابير الأمنية، وخصوصا الدخول إلى المنطقة الخضراء، فقد حدت من التواصل بين الأمم المتحدة والمواطنين العراقيين.

المصدر: China post

إقرأ أيضا