يزدحم منفذ سفوان البري الرابط بين البصرة والكويت هذه الأيام بالعائدين من العراق إلى الخليج بعدما احتفلوا بعيدي الأضحى والغدير فيما يقبل آخرون بكثافة للمشاركة في إحياء مراسم عاشوراء مع قرب حلول شهر محرم ويستمر الإقبال حتى زيارة الأربعين في صفر، غير أن حشود المارين في المنفذ، فضلا عن قوافل الشحن التجارية، تواجه مشاكل عديدة عجزت السلطات المعنية بإدارة “نافذة العراق الخليجية” عن حلها.
ويفتقر المنفذ لأبسط الخدمات التي تبدأ من عربات نقل الحقائب والمرافق الصحية وأماكن الاستراحة والقاعات المبردة، فيما يشهد ازدحاما عند الغرف المخصصة بتلقي الجوزات وتسليمها وبقية الإجراءات القانونية.
ويقول طالب الحصونة، مدير ناحية سفوان، لـ”العالم الجديد” إن “المنفذ الحدودي يستقبل آلاف الزوار من مختلف دول الخليج عبر دولة الكويت لزيارة العتبات المقدسة”.
لكنه يؤكد أن “المنفذ يفتقد إلى الكثير من الخدمات الأساسية المقدمة للوافدين بما يتناسب مع هذه الواجهة الجنوبية المطلة على الخليج والتي تمثل البصرة الغنية بالبترول”.
ويذكر الحصونة أن “المنفذ تدخله ملايين الدنانير يوميا إلا أنها تذهب إلى بغداد ولا يخصص جزء منها لتطويره”. ويستدرك “الحكومة المحلية في البصرة تحصل على جباية بنسبة 1% من واردات المنفذ لصالح المحافظة”، مطالبا الحكومة المحلية في البصرة بـ”التدخل واستخدام صلاحياتها على وفق قانون 21 لتحسين وتطوير خدمات المنفذ”.
وعلى الجانب الكويتي ثمة مشاكل أخرى تكتنف المنفذ حيث التزاحم الخانق، وتأخر دخول الشاحنات القادمة من الجارة لأيام عديدة، والسبب “أعمال تنفيذ مشروع المنفذ النموذجي الذي أدى لصغر المساحات المخصصة لتفريغ الشاحنات”، بحسب الحصونة.
وتنفذ شركتان عراقيتان أعمال التطوير في الجهة الغربية من المنفذ، بكلفة تبلغ 49 مليار دينار، وسط وعود بأن تجعل منه ذا “مواصفات عالمية”.
ويقول مصدر في سفوان لـ”العالم الجديد” إن “على الشاحنات أن تنتظر 4 أيام حتى يصل دورها في الدخول إلى العراق، وقد أثار هذا التأخير غضب التجار لأنه يؤدي إلى تلف المواد الغذائية المجمدة في الشاحنات، ويسبب خسائر فادحة لهم وللمنفذ في الوقت ذاته لأن التجار سيتوجهون إلى منفذ آخر”.
وتتعقد هذه المشكلة مع ازدياد أعداد الشاحنات الداخلة إلى العراق من سفوان بسبب تقطع طرق التجارة في المناطق الشمالية والغربية من البلاد بعد سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على الطرق الرئيسة في تلك المناطق واعتراضه القوافل التجارية القادمة من منفذي طريبيل والوليد.