ايضاحا للموقف العسكري المرتبك في الانبار، وخصوصا حول ما اثير من ضجة كبيرة حول مجزرة ناظم تقسيم الثرثار استدعي الى البرلمان رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم امس الثلاثاء، بمعية وزيري الدفاع والداخلية وبعض القيادات الامنية.
توقف العبادي كثيرا عند انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي في تكريت مؤكدا “الانتصارات في تكريت نوعية وتاريخية نتيجة التلاحم بين المتطوعين والقوات الامنية والحشد الشعبي”. ثم تطرق بعد ذلك الى ما جرى ويجري في الانبار.
وأكد ان “الوضع الامني مسيطر عليه لكن ما حصل من نزوح جاء بسبب الحرب النفسية”.
وعن مجزرة ناظم تقسيم الثرثار قال العبادي “ليست هناك مجزرة وان ما اثير في الاعلام هو مجرد اشاعات روجها بعضهم”، منوها في ختام حديثه الى انه سيتخلى عن منصبه ان لم يكن قادرا على حماية المواطنين.
وتعليقا على استضافة العبادي وحديثه في البرلمان يقول المحلل السياسي احسان الشمري ان “طبيعة ما احدثته معركة ناظم التقسيم وعملية استغلالها سياسيا من بعض خصوم العبادي تطلب حضوره سيما وانه انطلق بنهج متمثل بالعودة الى البرلمان”، مضيفا ان “ذلك بحد ذاته يعطيه مناعة من خصومه كونه يعتمد الاستضافة التي قد تكون مقبولة لبعض القوى السياسية او بالنسبة للشعب العراقي”.
ونوه الشمري خلال حديثه لـ”العالم الجديد” الى ان “الاستضافة بكل الاحوال طرح ثقة لحكومته واجراءاتها الامنية، ان طلب الاستضافات من قبل رئيس الوزراء وبشكل مستمر يعد نقلة نوعية في الاداء السياسي”.
على صعيد ذي صلة كان مجموعة من الناشطين قد خرجوا في تظاهرات في بغداد والمدن العراقية الاخرى خلال اليومين الماضيين مطالبين بإقالة وزير الدفاع الحالي خالد العبيدي اثر ما حصل من تراجع ميداني في الانبار وكذلك ما اثير عن مجزرة ناظم تقسيم الثرثار التي ذهب ضحيتها حوالي 140 شهيدا كما اشيع وفندته الحكومة.
وعن أهداف تلك التظاهرات، يقول احد منظميها الصحفي سيف الخياط ان “الهدف هو إقالة وزير الدفاع، وتكليف الحشد الشعبي بملف مكافحة الارهاب، وتحسين اداء العملية السياسية من خلال الانتقال من الديمقراطية التوافقية الى ديمقراطية الاغلبية”.
وكان تنظيم داعش شن هجوما باليات مفخخة على قوة مشتركة مرابطة في ناظم تقسيم الثرثار بعد محاصرتها لعدة ايام، وارتكب هناك مجزرة بقتله حوالي 140 جنديا يتبعون اللواء الاول الفرقة الاولى، وكذلك لواء 38 الفرقة العاشرة.
كما أدت المعركة ايضا الى استشهاد قائد الفرقة الاولى وامر لواء 38 حينما كانوا يرومون فك الحصار عن المحاصرين.