تفاصيل الفضيحة التاريخية لوفد العراق في قمة المناخ بباريس

لم تمر على تاريخ العراق الدبلوماسي فضيحة بثقل ما مرت عليه في باريس اليوم

لم تمر على تاريخ العراق الدبلوماسي فضيحة بثقل ما مرت عليه في باريس اليوم.

 

وفد العراق الممثل برئيس الجمهورية، الذي يشارك في قمة المناخ العالمية بباريس، يفشل في كل شيء، ويتسبب بإحراجات للعراق لا مثيل لها في تاريخ الدبلوماسية في العالم وأدناه مشاهدات ومصاديق حقيقية لذلك الفشل.

 

القريب من الوفد العراقي سوف يسمع قصصا وحكايات عجيبة عن سوء التخطيط والتنظيم، تصل احياناً الى درجة الصراخ بصوت عال، بسبب عدم وجود برنامج زيارة واضح.

 

تبلغ ذروة مصاديق الفشل مع ضياع خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه في قاعة جانبية، ولم يستمع له احد من رؤساء العالم، بل حتى الوفد العراقي المرافق للرئيس كان ينتظر موعد خطاب الرئيس في باحات المؤتمر حتى انتهاء اعمال اليوم الاول، وبعد فوات الأوان علم الوفد ان الرئيس قد ألقى خطابه في مكان اخر.

وكانت الفضيحة قد بدأت بقيام الوفد ترك فنادق فرنسا المحصنة من التجسس او غيره واستأجر فندقا قطريا وسط باريس مكلّفا الميزانية ربع مليون يورو ومن دون أية احترازات استخبارية او أمنية.

 

وكان الوفد المرافق للرئيس يضم وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ومستشاري الرئيس ويتكون من 86 شخصا في وقت يمر فيه العراق بحالة تقشف والدولة المضيفة توافق على 5 مرافقين للرئيس فقط.

من جانبها، سعت سفارة العراق في باريس بعد ان شعرت بالفضيحة جراء ضياع خطاب الرئيس، بتمرير فيديو قصير مقتطع من الخطاب الى وكالة اسيوشييتيد بريس، هذا الفيديو جرى الحصول عليه من ادارة المؤتمر وهو مصور بكاميرا رقمية بسيطة لأغراض الحفظ والارشفة فقط.

 

وليزيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الفضيحة ثقلا فان منظمة اليونسكو رفعت العلم العراقي هذا اليوم وفرشت السجاد الأحمر لاستقبال الرئيس، ودعت جميع سفراء العالم لاستقباله، وهو حدث لم يحصل من قبل لرئيس عراقي، الا ان معصوم ألغى الزيارة قبل ساعات قليلة على الرغم من التحضيرات الكبيرة لاستقباله.

 

فيما أبلغت الرئاسة العراقية اليونسكو ان رئيس الجمهورية مريض ولا يستطيع مغادرة مقر إقامته، الا ان الرئيس كان جالسا في الفندق لإجراء حوار تلفزيوني مع قناة فرنسا 24.

اقرأ أيضاً: “العالم الجديد” تكشف عن فضائح جديدة لوفد الرئيس العراقي بقمة باريس

 

الرئيس لم يلتق برؤساء العالم ولم يتحاور مع الوفود الرسمية المشاركة، رغم وجود الدول الخمسة الكبار، ودوّل مجموعة الثمانية، ودوّل مجموعة العشرين، والمجموعة العربية، والمجموعة الآسيوية، ودوّل الاتحاد الأوربي، والمجموعة اللاتينية، ودوّل افريقيا بالكامل، وفقط جرى عقد لقاء قصير مع الرئيس المصري عشية انعقاد المؤتمر.

 

يقال ان الرئيس معصوم سوف يلتقي رئيس جمهورية جزر القمر هذا اليوم ويعود بعد ذلك الى بغداد.
على هامش اعمال المؤتمر توجهت الى السيد خالد شواني المتحدث باسم رئيس الجمهوري بصفتي صحفي عراقي، ودار بيننا هذا الحوار القصير..
– أنا : كيف هي اخبار العراق استاذ خالد ؟.
– خالد : ماكو دولة بالعراق
– أنا : عجيب ما تقوله !!!؟.

 

  • خالد : نعم وأؤكد ذلك، بصفتي المتحدث باسم رئيس الجمهورية.

 

كل رؤساء العالم جرى استقبالهم من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، باستنثاء الرئيس فؤاد معصوم، حيث جرى استقباله من قبل وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس.

 

الوفد الرئاسي الذي وصل الى باريس ضم 86 شخص، بعضهم افراد عوائل المسؤولين، في حين ادارة قمة المناخ منحت الوفد العراقي خمسة باجات رئاسية فقط، وقد نزلوا جميعاً في فندق (بينينسولا) في شارع كليبر وسط باريس لمدة ثلاثة ايام، وهو فندق اشترته دولة قطر مؤخراً، فيما يتوقع ان تبلغ كلفة الإقامة للوفد العراقي قرابة (ربع مليون يورو)، وقد وصل الوفد العراقي الى باريس بطائرة خاصة.

 

في قمة المناخ شارك 150 رئيس دولة وملك ورئيس وزراء، وكلهم كانوا يتحدثون عن مخاطر المناخ والارهاب التي تهدد العالم، الا ان العراق لم يفعل شي ولم تكن له مساهمة مؤثرة، رغم ان العراق اكثر المتضررين من أزمة المناخ ومن الاعمال الإرهابية.

 

إقرأ أيضا