لم يصدر عن تل أبيب أي رد فعل رسمي على خطاب التهديد المُباشر، الذي توعّد فيه الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ بتوجيه ضربةٍ مؤلمةٍ وموجعةٍ لدولة الاحتلال، انتقامًا لاستشهاد سمير القنطار.
ونقل مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، ألون بن دافيد، عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى رفضت الكشف عن اسمها في تل أبيب، قولها إنّ فرضيّة العمل لدى الجيش الإسرائيليّ تنطلق من أنّ حزب الله لن يمرّ مرّ الكرام على استشهاد القنطار وسيردّ، وعلينا الانتظار.
كما عبّر، قبل كلمة نصر الله، عن أمله ألّا تكون إسرائيل قد أخطأت في تقدير أهمية القنطار لدى حزب الله، لافتًا إلى أنّ فضائية “المنار” تبث عنه منذ الصباح. والأمر يعني، برأيه، أنّ حزب الله يتعامل مع عملية الاغتيال بجدية، وهو ملزم بالرد، وكشف النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيلي باشر بسلسلة من الإجراءات الاحترازية على طول الحدود مع لبنان، وهو من يوم أمس بدأ بتغيير حركته ونشاطاته الروتينية والابتعاد عن الأماكن المعروفة والاعتيادية لتحركاته. حيّال هذه الفرضيّة، أيْ أنّ حزب الله سيرّد، نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في عددها الصادر اليوم عن مصادر عسكريّة في قيادة الأركان العامّة بالجيش قولها إنّ اللواء الشماليّ في الجيش رفع درجة التأهّب، وهو ما زال ينتظر أين ومتى وكيف سيكون ردّ حزب الله العسكريّ، علمًا أنّ هناك إجماعًا في الدولة العبريّة، على أنّ الردّ سيكون قاسيًا، ولكن بموازاة ذلك، تستطيع إسرائيل التعايش معه، بكلماتٍ أخرى، أكّدت المصادر، على أنّ ردّ حزب الله لن يؤدّي لإشعال حرب لبنان الثالثة بين إسرائيل وحزب الله.