ببساطة شديدة لسورية في مسألة إستهداف الوجود أعداء تقليديون اجتمعت لديهم كل أسباب العداء.. والفشل أيضاً، هؤلاء يضيق المجال بذكرهم، فبدل أن تبادر الدول الغربية وحلفائها من العرب، إلى تقديم أفكار إيجابية تسهم في حل الأزمة السورية وتوقف النزيف الدموي، ذهبوا إلى الحدود القصوى في التهيئة لتقسيم وتجزئة سورية، لكن التوقعات التي خططوا لها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسموه في سورية والتي وضعوا به كل إمكاناتهم من أجل تفكيكها وإسقاط نظامها، نجد بأنه لم ينفع لإسقاط الدولة السورية، بل فشلوا وسقطت كل أقنعتهم ورهاناتهم.
نرى اليوم إن سياسة الغرب وحلفاؤهم الإقليميين والمحليين تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فالأخبار القادمة من حلب واللاذقية وحمص وحماه ودرعا وريف دمشق لم تكن سارة لهم، إذ تعمل سورية على فرض سيطرتها على مختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، بالإضافة الى تأكيد سطوة الدولة وقدرتها على فرض الأمن وحصار جماعات العنف”داعش”، والمجموعات المسلحة التي كانت تشعر بالراحة والأمان، باتت تتعرض لعمليات ملاحقة عنيفة من جانب الجيش السوري وحلفائه “حزب الله وإيران وروسيا”، مما زعزع سيطرتها على المناطق الحدودية، وهناك تقديرات يومية وجمع للمعلومات لما يجري في الميدان، تؤكد أن إمكانية حسم هذه المعارك لصالح الدولة السورية كبيرة، خاصة مع وجود الضغط غير المسبوق، وتناقص قدرة العديد من الأطراف على تقديم الدعم لهذه المجموعات، ومن هذا المنطلق إضطرت الأطراف الدولية إلى مراجعة مواقفها، تقودها مصالحها وتصنع سياساتها الحقائق على الأرض خاصة بعد ما تجلى فشل “داعش” وأخواته في توفير أي غطاء شعبي لمخططها، وأدى عنفها إلى إرتفاع درجة الكراهية معها وتلطيخ سمعتها بالإرهاب وتعالت المطالبات الشعبية بالقضاء على المليشيات والتنظيمات المسلحة وإعلانها جماعات إرهابية.
في سياق متصل، إن السوريين لا يخشون الإرهاب، لأنهم شعب لا يهاب الموت بل نجدهم يقفون ويشاهدونه، وكأنهم يشاهدون مشهداً سينمائياً، وهذا ما أذهل هؤلاء المحرضين للإرهاب والفوضى الخلاقة، فلو حدث ذلك فى دولهم لصرخت شعوبهم ولزمت مساكنهم لأسابيع، وحادث فرنسا الأخير خير دليل على ذلك، فالشعب السوري لا يهتز مما يحدث أمامه من إرهاب بل يستمر فى حياته الإعتيادية، وكأن شيئاً لم يحدث، في إطار ذلك يمكنني القول إن المراهنين على تمزيق وحدة أبناء الإقليم السوري بأنهم واهمون وخاسرون والذين يراهنون على إنتصار داعش والمليشيات المسلحة في سورية لا يعرفون مصلحتهم لكن الكراهية والحقد الذي يغلي في صدورهم هو الذي يدفعهم الى هذا الرهان.
مجملاً.. الدم السوري الذي سفكه ويسفكه الأعداء غالٍ ولن يذهب هدراً ولن يترك شعبنا وقواته المسلحة من يقترف هذه الجرائم البشعة مهما كان الثمن وسوف يطاردونهم في كل مكان حتى تطهر الأرض السورية من أعمالهم الخبيثة، لن ننسى أبداً شهدائنا الأبرار، ولن نغفر للنازية الجديدة ما سفكته من دماء السوريين، لذلك لا بد أن نستمر في طريق المقاومة لطردهم من وطننا، إذاً هي معالم المعركة الكبرى التي سيكون لأعداء سورية النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه محور المقاومة في الميدان، لقد انتهى زمن اللعب فى الكواليس، وأصبح الآن على المكشوف وعلى الملأ، فالحقيقة واضحة وأننا فى حالة حرب، فعلينا أن نكون على وعى واستعداد، للدفاع عن وطننا الكبير سورية فلا مكان للحياد هذه الأيام، ولا تهاون ولا تسامح مع كل الأعداء داخلياً وخارجياً.
لقد آن الأوان أن تستعيد سورية مكانتها ودورها البارز على المستويين الإقليمي والدولي، وتؤكد على أنها لن تسمح لأي طرف بالتدخل في شؤونها الداخلية، ويجب عدم الشعور بخيبة الأمل من مستقبل سورية، فسورية دولة مهمة ومؤثرة، وبالتالي فإن حلفائها وشركائها على المستويين الإقليمي والدولي لن يتركوها وحدها في مواجهة الإرهاب.
ويبقى القول هنا.. إن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وعظمة سورية، فسورية دولة عصية على أي محاولات لزعزعة استقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا إصراراً لإستكمال مسيرتها فى البناء، لذلك فإن الأيام المقبلة حاسمة، خاصة في الميدان الذي يميل لمصلحة الدولة السورية التي حسمت أمرها في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي.
Khaym1979@yahoo.com