احتفاءا بستينية الكاتب يوسف ابو الفوز وبمناسبة حصوله على جائزة منظمة كيلا الثقافية التي تمنحها لكاتب العام اقامت منظمة “فينراك” فعالية ثقافية بحضور جمهور غفير من الفنلنديين وابناء الجالية العربية في فنلندا.
الاحتفال الذي اقيم في مركز كايسا الدولي للثقافات الواقع وسط هلسنكي يوم 19 آذار الجاري تضّمن سلسلة من الفقرات المتنوعة.
كانت البداية مع المحتفى به يوسف ابو الفوز الذي تحدّث عن تجربته الطويلة مع الكتابة وذكر ان ستين عاما بالنسبة له لا تعني المزيد من الزيارات للأطباء بل تعني مزيدا من التجارب والحب والاسماء الطيبة ولو اراد اختيار كلمة واحدة من بين هذه الكلمات لاختار كلمة الحب. ثم تطّرق بالحديث الى نشأته في مدينة السماوة، وخطواته الاولى في دروب الادب واشاد بدور عائلته ومعلميه، وكيف ان محطات حياته النضالية علّمته الكثير، وزادت من معارفه وخبراته الحياتية والمعرفية. وعن فترة حياته في فنلندا استذكر اسماء الاصدقاء الذين مدّوا له يد المساعدة وامنوا بموهبته، ثم شكر مبادرة منظمة الكتّاب والفنانين “كيلا” لاختياره وتكريمه بجائزة الابداع لعام 2015، ابو الفوز لم ينس ان يشكر مدينة كيرافا محل اقامته التي كرّمته بمنحه راية المدينة في حفل اقيم خصيصا لذلك.
ثم بعد ذلك قدّم الفنان الفنلندي الساخر “ميكّو بيركويلا” المندوب عن منظمة كيلا فقرة فنية، اعقبتها مساهمة شعرية من قبل الشاعر جلال الخرسان، ثم تحّدث السيد “ماركو يونتنين”، مترجم المجموعة القصصية “طائر الدهشة” لابي الفوز الى الفنلندية، والعاكف حاليا على ترجمة رواية “كوابيس هلسنكي” تحدّث عن الهويات المتعددة لنشاطات الكاتب، يونتنن ذكر “من خلال علاقة العمل مع ابو الفوز تعرفت الى الكثير عن واقع المجتمع العراقي السياسي والثقافي وساهم في عمله في خلق جسر من العلاقة بين الشعبين الفنلندي والعراقي”.
وتزامنا مع المناسبة وصلت الى القائمين على الفعالية العديد من برقيات التهنئة لابو الفوز، ومن بين ما وصل قصيدة للشاعر “مشرق المظفر” من محافظة البصرة وكلمة للشاعر اشتي المقيم في الدانمارك، تم قراءة بعض تلك المساهمات بين فقرات الاحتفال.
الكاتب ابو الفوز وفي حديث خاص بالعالم الجديد قال: “أشعر بالغبطة لما غمرني به الاصدقاء من العراقيين والفنلنديين، كل باقة ورد قدمت لي حملت معها عطر المحبة الذي يطوقه بالمزيد من المسؤولية للاجتهاد اكثر وتقديم المزيد لأجل خدمة الاهداف الانسانية ورفع اسم وطنه وثقافة شعبه عاليا” مضيفا “اشعر بالامتنان للحفاوة والاهتمام الذي حظيت به من قبل المؤسسات الفنلندية التي ارسلت مندوبين عنها او ياقات ورد، بينما للأسف غاب عن الحفل اي تمثيل لأي جهة رسمية دبلوماسية او ثقافية بأي مستوى كان، رغم ان القائمين عن الحفل نشروا الاعلان في كل مكان” منوّها الى ان “الامر هنا ليس شخصيا ابدا، او موقف من ابي الفوز لسبب ما، بقدر ما هو تعبير عن الحال المحزن عن موقف المؤسسة الرسمية العراقية من المثقف العراقي عموما”.