صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

معركة استرداد حلب: بوجود أصدقاء كهؤلاء..

  يراقب العالم ككل مسار معركة حلب الكبرى التي تعتبر في توقيتها ونتائجها عنواناً بارزاً لمرحلة جديدة من عمر الحرب على سورية، فحلب تمتلك أهمية إستراتيجية بإعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول السلسلة الحدودية بين سورية وتركيا، كما تعتبر من أكبر معاقل المجموعات المسلحة والقوى المتطرفة العابرة للقارات، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الإستراتيجية الكبرى لهذه المدينة، بخريطة المعارك المقبلة بشمال وشمال شرق سورية

 

يراقب العالم ككل مسار معركة حلب الكبرى التي تعتبر في توقيتها ونتائجها عنواناً بارزاً لمرحلة جديدة من عمر الحرب على سورية، فحلب تمتلك أهمية إستراتيجية بإعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول السلسلة الحدودية بين سورية وتركيا، كما تعتبر من أكبر معاقل المجموعات المسلحة والقوى المتطرفة العابرة للقارات، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الإستراتيجية الكبرى لهذه المدينة، بخريطة المعارك المقبلة بشمال وشمال شرق سورية.

 

تطورات هامة ومعارك عنيفة تشهدها جبهات حلب اليوم، بدت ممهدةً لبدء المعركة الكبرى، في ظل تسابق كل من الجيش العربي السوري وحلفاؤه من جهة وتنظيم داعش والجيش الحر والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة، وتحالف باقي المجموعات المسلحة من جهة أخرى، بوجودهم، وعلى ذلك ستدور رحى الحرب في معظم مناطق حلب.

 

هناك أطراف عديدة تعنيها هذه المعركة بشكل كبير، فأنقرة لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، فتطويق مدينة حلب بشكل كامل وخاصة ريفها الشمالي يعني خسارة جديدة وكبيرة للنظام التركي ومعه معظم دول الخليج، ومن المتوقع أن تتطور عمليات الجيش العربي السوري وحلفاؤه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعموم ريفي حلب الشمالي والشرقي، تمهيدآ لمحاصرة بعض الاحياء الشرقية بمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المسلحين والقوى المتطرفة، وهذا ما لا يريده لا النظام التركي ولا حلفاؤه من الدول العربية، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب والدعم المستمر من هذه الأنظمة للمجموعات المسلحة لوقف تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض، إذ تقدم أنقرة السلاح والدعم اللوجستي لهذه المجموعات في شمال سورية، سعياً منها لإقامة منطقة عازلة بالتعاون مع المعارضة السورية المسلحة، وذلك لقطع الطريق أمام وحدات حماية الشعب الكوردية، وقوات سورية الديمقراطية، ومنع توصيل مناطق كوردستان سورية ببعضها البعض.

 

وفي الاتجاه الأخر تدرك المجموعات المسلحة أن سقوط حلب بيد الجيش السوري يعني فقدانها لخلفيّة الدعم اللوجستي الذي تتلقاه من تركيا، في ظل تقلّص باقي خطوط الإمداد من العراق والأردن، إضافة إلى إرتفاع معنويات الجيش العربي السوري، بالإضافة الى تقلص المناطق والأراضي التي تسيطر عليها هذه المجموعات، في هذا الإطار إستعدت المجموعات المسلحة لهذه المعركة عبر تنظيمها للصفوف وحشد القوى من إدلب والرقة وحفر الأنفاق، وهناك الكثير من التقارير والنشرات التي تحدّثت عن وصول مجموعات مُقاتلة جديدة من خارج الحدود، فضلاً عن  وصول كميات كبيرة من الصواريخ المُضادة للدروع إلى يد الجماعات المسلحة، وكمية كبيرة من صواريخ أرض – جوّ التي تُطلق من الكتف، وبحسب مراقبين دوليين فإن هدف داعش وداعميها من السيطرة على حلب وخاصة ريفها “إعزاز” هو تأمين خط حدودي طويل من الحدود العراقية – السورية الى الحدود التركية – السورية، يؤمن لها خط تصدير للنفط لا يتأثر بأي معارك قد تنشب بين التنظيم والأكراد، كذلك سيفتح هكذا تقدم بوابة عريضة أمام التنظيم من أجل التفكير مستقبلاً بالتمدد غرباً أو جنوباً بإتجاه مناطق سورية أخرى مدرجة على خارطة الدولة المزعومة.

 

لحضور حلفاء دمشق كتفاً إلى كتف بجانب الجيش السوري في حلب وأريافها دوراً بارزاً في الإنتصارات الأخيرة التي تشكّل اللبنة الأساسيةعلى طريق إنهاء الجماعات المسلحة في حلب وطردها من باقي المناطق السورية، حيث نجح الجيش السوري وحلفائه من حزب الله وإيران وروسيا في رسم خطوط تماس جديدة مع الجماعات المسلّحة في الريف الحلبي تصل قريباً إلى العمق التركي،  فالتحضيرات تشير التي تقوم بها قوات الجيش السوري، بدعم من اللواء 65 الإيراني، والطيران الحربي الروسي، إلى قرب عملية إستعادة السيطرة على مدينة حلب، وفي هذا الإطار تم تقسيم الميدان والجبهة الى ثلاثة محاور، واحد تحت قيادة مباشرة للقوات السورية، وآخر يقوده الإيرانيون، ومحور ثالث بقيادة حزب الله، وتم الفصل التام بين القوات المشاركة على الأرض على أن يتم التنسيق جواً مع القوات الروسية.

 

في سياق متصل، بدأت تدرك جميع القوى المنخرطة بالحرب على سورية أن معركة الجيش السوري وحلفائه والرامية إلى تحرير محافظة حلب بشكل عام وريفها الشمالي بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بمسارات الحرب على سورية وتغيير شروط التفاوض القادمة بين جميع الأطراف، فهذه المعركة ستكون لها تداعياتها الكبيرة على مختلف ملفات الميدان العسكري السوري، بعد أن أدركت أمريكا وحلفاؤها أنهم اليوم أقرب إلى إعلان الهزيمة في الملف السوري من أي وقت سبق، فالغطاء الجوي الروسي والخبرات العسكرية الإيرانية، صبت في صالح الجيش السوري الذي أثبت عبر سنوات طويلة  بأنه عصي على الانهيار والإنكسار.

 

مجملاً.. إن الحشود البرية للقوات الروسية والإيرانية في مختلف مناطق حلب التي تحصنت وتمسكت بمواقعها جيداً فيما توزع الجيش السوري وحزب الله نخبة قواته في المحاور والأماكن المحددة استعداداً لبدء ساعة الصفر لتوجيه الضربات للتنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة التي ما تزال حتى الآن ضربات تمهيدية وفي حدودها الدنيا، ومن هنا يبدو أن مفاعيل ومسارح الإشتباك الدولي بين دمشق وأعدائها قد وصل الى درجة الخطوط الحمراء والتي لا يمكن ان يصمت عليها الجيش السوري وحلفاؤه، والأكيد أنّ الأيّام المقبلة هي التي ستحدّد وجهة الحرب السورية وإحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية والذي سيكون من بوّابة معركة حلب.

 

باختصار شديد يمكنني القول إن الإرهاب من قتل وترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع أي قوة أو إرهاب أن تكسرها.

 

Khaym1979@yahoo.com

 

إقرأ أيضا