اعلن نعمان كرتلموش، نائب رئيس الوزراء التركي، ان قرابة 45 الف كردي هربوا الى تركيا قادمين من سوريا منذ الخميس بسبب المعارك بين المقاتلين الاكراد وتنظيم \”الدولة الاسلامية\” (داعش) في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس السبت، ان المواطنين الاتراك الـ 49 المحتجزين لدى تنظيم (داعش) في العراق اطلق سراحهم ضمن \”عملية انقاذ\” نفذتها القوات الخاصة.
وصرح كرتلموش امام صحفيين غداة فتح الحدود التركية امام اللاجئين \”حتى هذه الساعة، عبر 45 الف كردي من سوريا الحدود ودخلوا الى تركيا من ثماني نقاط عبور مختلفة\”.
وقد اضطرت تركيا الجمعة لفتح حدودها بشكل طارئ لاستقبال آلاف من أكراد سوريا مرغمين على الرحيل بسبب تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة عين العرب السورية (كوباني باللغة الكردية).
وبعد رفضها لبعض الوقت دخول هؤلاء اللاجئين سمحت السلطات التركية في نهاية المطاف بدخول آلاف عدة من الاشخاص عند منتصف النهار الى بلدة دكمداش غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين.
وبررت الحكومة الاسلامية المحافظة في انقرة هذه البادرة \”الاستثنائية\” بشراسة المعارك الدائرة في الجانب السوري.
وقال عز الدين كوتشوك، حاكم محافظة شانلي اورفة \”قررنا استضافة هؤلاء السوريين اضطرارا لانهم كانوا محصورين في ارض محدودة جدا ومهددين بالمعارك\”.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو من جانبه \”سنساعد جميع النازحين بكل وسائلنا لكن هدفنا الرئيسي هو مساعدتهم، ان امكن داخل الحدود السورية\”.
وبموجب سياسة \”الباب المفتوح\” التي تعتمدها تستقبل تركيا اليوم نحو مليون ونصف المليون لاجىء سوري هربوا من المعارك الدائرة منذ 2011 بين المسلحين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد والقوات السورية النظامية.
لكن قدرات الاستقبال في المخيمات التي اقيمت على طول الحدود تم تجاوزها منذ مدة طويلة ويعيش اكثر من مليون منهم في مدن البلاد غالبا في الشارع ما يتسبب بحوادث متكررة مع السكان المحليين.
وترفض تركيا العضو في الحلف الاطلسي المشاركة في اي عملية عسكرية ضد تنظيم \”الدولة الاسلامية\” (داعش) في اطار الائتلاف الذي تمت تعبئته حول الولايات المتحدة، متحججة باحتجاز (داعش) لرهائن اتراك.
الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي يقوم بزيارة الى باكو في بيان \”في وقت مبكر هذا الصباح (امس الاحد) استلمنا مواطنينا واعدناهم الى تركيا\” دون ان يعطي توضيحات حول ظروف اطلاق سراحهم.
لكن اردوغان اكد في وقت لاحق ان قوة من جهاز الاستخبارات حررت الرهائن.
واضاف \”منذ اليوم الاول لعملية خطفهم، تابعت وكالة الاستخبارات هذه المسالة بصبر وعناية، واخيرا قامت بعملية انقاذ ناجحة\”.
واحتجز الرهائن الـ49 في 11 حزيران عندما سيطر عناصر التنظيم على القنصلية التركية العامة في الموصل.
ومن بين الرهائن هناك القنصل العام وزوجته والعديد من الدبلوماسيين واطفالهم بالاضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية. وعاد الرهائن بالطائرة الى انقرة برفقة داود اوغلو حيث استقبلتهم عائلاتهم والمئات من انصار حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ.
وقال داود اوغلو الذي اعتلى حافلة الركاب محاطا ببعض الرهائن \”انهم ابطال مثل اولئك الذين اعادوهم الى تركيا\”.
وبين \”لقد انتظروا بكل صبر وفخر لقد رفضوا الانحناء ظلوا صامدين، كان دافعهم صالح البلاد وشعبها\” واشاد بالقوات الامنية التي \”عملت بشكل منسق لكي تحررهم\”.
من جهته، قال القنصل التركي في الموصل اوزتورك يلمظ للصحافيين \”لم افقد الامل يوما، ساتذكر دائما تجربتي هذه بكل اعتزاز\”.
ولم يكشف المسؤولون الاتراك عن تفاصيل العملية التي قام بها جهاز الاستخبارات.
وردا على سؤال لقناة خبر تورك، قال وزير الخارجية مولود شاويش اوغلو ان الرهائن عادوا الى تركيا عن طريق سوريا.
ونقلت وسائل اعلام تركية عن مصادر مقربة من جهاز الاستخبارات قولها ان السلطات لم تدفع اي فدية مقابل اطلاق سراح الرهائن.
واضافت ان الخاطفين عمدوا الى تغيير مكان احتجازهم ست مرات كما تاجلت العملية التي ادت الى تحريرهم مرارا كذلك.
ومنذ حزيران والسلطات التركية تكرر انها تجري \”اتصالات\” لاطلاق سراح مواطنيها دون اعطاء توضيحات.
واتهمت الحكومة التركية مرارا بانها تدعم المعارضة السورية وسلحت مجموعات اسلامية معادية لنظام الرئيس بشار الاسد وبينها تنظيم \”داعش\” لكن انقره نفت باستمرار تقديم مثل هذا الدعم.
وفي حزيران ايضا، حملت المعارضة التركية الحكومة، وخصوصا وزير الخارجية والمرشح الابرز لخلافة اردوغان في منصب رئيس الوزراء آنذاك، مسؤولية خطف مواطنين اتراك من قبل تنظيم \”داعش\”.
ونظرا للاتهامات التي وجهت اليها في هذه القضية، منعت السلطات التركية وسائل الاعلام من التطرق الى هذه المسالة.
غير ان قناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية، قالت إن تركيا لم تدفع فدية مقابل الافراج عن 49 رهينة. ولم تذكر القناة التلفزيونية كيف حصلت على هذه المعلومات.
وتابعت القناة أنه لم تقع اشتباكات مع المتشددين خلال عملية اطلاق سراح الرهائن وبينهم دبلوماسيون وأفراد أمن.