أعلنت الجمعية السعودية للثقافة والفنون تأجيل عرض فيلم \”وجدة\”، الذي كان مقرراً عرضه أمام الجمهور طوال الأسبوع بدءاً من الاثنين الماضي في قصر ثقافة الرياض. وبررت الجمعية في بيان مقتضب ودونما اعتذار مسببات التأجيل إلى الحجوزات مع قصر الثقافة في الحي الدبلوماسي، رغم أن سلطان البازعي رئيس الجمعية قال أمس لـ\”الاقتصادية\” إن العرض مستمر. وذكرت الجمعية في بيانها أن توقيت العرض الجديد سيكون بعد إجازة عيد الفطر المقبل. وأكد لـ\”الاقتصادية\” رشيد الربيش مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية أن تجمع المحتسبين قبل العرض لم يكن له دور في المنع مرجعاً الأسباب إلى \”سوء تنسيق مع إدارة قصر الثقافة\”.
وكانت مجموعة ممن يسمون أنفسهم بالمحتسبين حضرت الاثنين أمام صالة عرض الفيلم السعودي \’\’وجدة\’\’ في قصر الثقافة في حي السفارات في الرياض، في محاولة منهم لمنع عرض الفيلم، الذي حاز جوائز عالمية لمخرجته هيفاء المنصور. وبكّر الأشخاص، الذين يقترب عددهم من الخمسة في الحضور قبل موعد العرض بنحو أربع ساعات، وحينما بدأ العاملون في التنظيم من منسوبي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في التوافد إلى المقر، حتى بدأوا في توجيه الكلام نحوهم، معتبرين أن العرض السينمائي مخالف للشريعة، وأن فكرة وجود سينما في البلاد أمر مرفوض. وأكد سلطان البازعي رئيس جمعية الثقافة والفنون، لصحفية \’\’الاقتصادية\’\’ السعودية، أن الأشخاص أتوا في محيط قصر الثقافة لكنهم لم يتمكنوا من منع العرض، مبيناً أن الأمور سارت على نحو طبيعي. وأوضح البازعي أن الجمعية ارتكزت في عرضها للفيلم على موافقة صريحة من وزارة الثقافة والإعلام، ونسّقت مع الجهات الأمنية، كإجراء احترازي، لافتاً إلى أن قدوم أشخاص معارضين لفكرة السينما في السعودية أمر \’\’موضوع في الحسبان\’\’ قبل التفكير في عرض فيلم هيفاء المنصور. وحول ما إذا كان اختيار حي السفارات المحتضن لمقار البعثات الدبلوماسية الدولية، مقصوداً من قبل الجمعية للخروج من مأزق \’\’المحتسبين\’\’، قال البازعي \”ليس لذلك علاقة، كون الاعتراض سيحدث حتى لو عرضنا في أي مكان\’\’. ويأتي عرض الفيلم في الرياض بعد حصوله على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية في كل من مهرجان البندقية السينمائي ومهرجان دبي السينمائي، ومهرجان كان في فرنسا العام الحالي 2013، وعرضه في دور العرض التجارية في كل من فرنسا وإيطاليا ودول أخرى. وتدور أحداث الفيلم حول فتاة اسمها وجدة (وعد محمد)، التي تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة، والدها موظف في \’\’أرامكو\’\’ وهو غائب طيلة الوقت، ووالدتها (ريم عبد الله) موظفة تعاني يومياً سائقها الباكستاني، وتحمل مخاوف ذهاب زوجها إلى امرأة أخرى. تحلم وجدة دائما بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها الطفل (عبد الرحمن الجهني) في شوارع \’\’الحارة\’\’، إلا أنها تخطط لتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة، وذلك عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها، لكن خطتها تنكشف، وتجد نفسها أمام سبيل وحيد وهو المشاركة في مسابقة لتحفيظ القرآن والفوز بها من أجل تحقيق حلمها بامتلاك الدراجة. بعد أن طلبت منها مديرة المدرسة (عهد كامل) أن ترتدي العباءة وتغطي وجهها وتغير حذاءها إلى آخر أكثر رصانة، ورفض حلمها بامتلاك الدراجة، الذي تعرض لرفض شديد من المحيطين بها، ومعاناة والدتها مع والدها ومع السائق جعلها تدرك أن قضيتها أكبر من مجرد الحصول على دراجة. كان حلم الدراجة سبباً في نمو وعيها بقضايا المرأة. والفيلم من إنتاج شركة \’\’ريزور\’\’ الألمانية ومشاركة في الإنتاج من المنصور نفسها و\’\’روتانا\’\’، وكلّف الفيلم الذي صوّر بالكامل في الرياض نحو 15 مليون ريال.