أعمدة رئيسية

هل نخشى على العملية السياسية؟

هل نخشى على العملية السياسية؟

زاهر موسى

لا يختلف اثنان ان الحشد الشعبي حاز شرعية وشعبية لا يماثلها حزب سياسي، فشرعية التضحية بالدماء التي ما زالت حارة تقفز على الأنساب وتاريخ السجون ومنصات الإعدام. لا أعتقد ان هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس وأكرم الكعبي وشبل الزيدي وآل الجبارة سيعودون الى الصف الثاني سياسيا بأي شكل من الأشكال.   الأمانة ان خطر داعش الذي هدّد الوجود البشري في العراق كان سببا كافيا للخروج على السياقات الطبيعية في التعامل معه. أعلم جيدا ان آية الله السيد السيستاني "أدامه الله" كان السقف الذي أظلّ الحشد الشعبي في طريقه من جنوب بغداد وديالى مرورا بآمرلي وحتى سامراء وتكريت وما بعدهما ان شاء الله، ولكنني أعلم جيدا ان بعض أعلى قيادات الحشد تقلد مرجعيات لا تمت لمدرسة السيد السيستاني بتاتا، كما ان بعضها لا أعتقد انه يقلد من الأساس، وهنا أخص بالحديث خريجي مدرسة حزب الدعوة وأبناء نمط التمرد الشيعي الداخلي. هل هذه المعطيات تجعلنا نخاف على العملية السياسية من الإزاحة؟ سؤال أفترضه وفق ما نسمعه هنا وهناك عن خيانة الطبقة السياسية المترفة لفصائل الحشد.   هناك مصطلح "الاقطاعيات السياسية" الذي تردد في خطابات قادة الحشد كصورة نمطية للنخبة السياسية التي يعتبرها الكثيرون من أبناء الشعب مجموعة من الفاسدين، كما أن محاولة التوازن بين الجذب الإيراني والجذب الأمريكي بالنسبة للحكومة وضعها في مواقف محرجة كثيرة ربما ستكون في غير صالحها فيما بعد.   لقد أصبحت شرعية النظام الديمقراطي على المحك مرات كثيرة في السنوات الخمس الأخيرة، وربما انتبه كثيرون الى ان كذبة القائمة الأكبر والكتلة الأكبر، ومن ثم العقم الذي أصاب سحب الثقة، وبعد ذلك حزمة الخروقات التي رافقت انتخابات 2014، وصولا الى الحكومة الحالية، كل هذه الهنات جعلت الدولة هشة وضعيفة من ناحية تمثيلها للأغلبية الساحقة. لا السنة يمثلون السنة، ولا الشيعة يمثلون الشيعة، بل ان حتى تمثيل الأكراد للأكراد أصابه شيء من الخلل.   من الصعب بمكان تخيل ما سيجري بعد اكتمال التحرير العظيم، هل سيفتي السيد السيستاني بحل الحشد الشعبي وتسليم أسلحته للدولة او التوصية بدمجه؟ هل ستقفز فصائل الحشد على السلطة كانسة تراكمات الفساد التي أرهقت العراق فتكون آخر العلاج؟ هل سيكون التوافق الإيراني الأمريكي القريب طيب الظلال على العراق؟ فيمكن آنذاك ان نعيش بسلام؟ كل هذه الأسئلة واردة في ظل ما نعيشه من إحباط حكومي ووفرة في القوة غير المنتظمة في جيش.  

مقالات أخرى للكاتب