رأي

معهد بروكنز يفرمل العيساوي

معهد بروكنز يفرمل العيساوي

جمال الخرسان

في جولتهما التحريضية بالشرق الاوسط وفي الولايات المتحدة الامريكية حاول رافع العيساوي واثيل النجيفي كعادة الفريق الذي ينتميان اليه التأكيد على شيطنة الاجهزة الامنية والجيش العراقي تحت ذريعة الميلشيات الشيعية التي تقتل السنة صباحا ومساءا، ثم وضع الحشد الشعبي في خانة داعش بل ربما في موقف اسوا من داعش، وفي نهاية الاسطوانة يطرح الطرفان نفسيهما بديلا مناسبا لمواجهة ميلشيات الحشد الشعبي والنفوذ الايراني وهو الختام المسك الذي تعود عليه معظم ساسة تحالف القوى الوطنية في هذا المحفل او ذاك.   في اطار ردود الافعال عن تلك الهجمة الشرسة على الحكومة العراقية وعلى الحشد بالدرجة الاولى كانت اكثر الردود اهمية تلك التي جاءت في مقال لرئيس معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية في امريكا ما يكل اوهانون الذي ناقش ورقة العيساوي المقدمة للكونغرس الامريكي، وكذلك حديث العيساوي والنجيفي في معهد بروكنز. اوهانون لم يستوعب هذا التحامل المبالغ فيه على الحشد الشعبي ووضعه في اطار الانتقام السياسي ليس الا، حيث يكتب في رده على العيساوي قائلا: "من الانصاف علينا أن نتذكر بأن بغداد كانت في حال أخطر وأسوأ مما هي عليه لولا تدخل هذه المليشيات بالدفاع عنها في صيف العام الفائت". ذات الرجل يكتب بوضوح عن تلك الفكرة حينما يقول: "الحقيقة تقول إن تلك المليشيات هي من عملت على حماية بغداد، وهي ذاتها من قامت بتحرير تكريت".   موقع اوهانون في مركز بروكنز المهم الذي تعمل بتوصياته بعض المؤسسات الامريكية او على الاقل له كلمة مسموعة عند الكثيرين ويعتبر احد مطابخ القرار الامريكي وضع النقاط على الحروف على الاقل في حفظ الفضل للحشد الشعبي بحماية بغداد وايقاف تمدد داعش حتى تستعيد الدولة العراقية توازنها، ان تلك المقالة المطولة التي توقفت مع العديد من النقاط التي طرحها العيساوي والنجيفي جاءت لتفرمل الحملات الدعائية الكبيرة التي تشن في الاعلام الامريكي على الحشد الشعبي، خصوصا وان العيساوي والنجيفي ذهبا الى واشنطن اساسا بدعوة من قبل مركز بروكنز نفسه، وعلى الاغلب جاء تلك الدعوة بالتنسيق مع قطر لان الاخيرة تملك شراكة خاصة مع هذا المركز منذ العام 2008 وهناك فرع للمعهد في قطر باسم "مركز بروكنجز الدوحة". موقف رئيس المركز ربما جاء لضبط ايقاع العيساوي والاطراف المحيطة به بان تلك الدعوة ليست نقطة تحول كبيرة في تعامل الجانب الامريكي مع الرجلين والاطراف الداعمة لهما كما ظن بعضهم.  

مقالات أخرى للكاتب