رأي

ماطلنا كثيرا فخسرنا الأنبار!

ماطلنا كثيرا فخسرنا الأنبار!

جمال الخرسان

على تنويمة الوعود التي تتوالى وارقام القوات التي ترسل الى الانبار من الجيش والشرطة الاتحادية والعشائر، التي ترتفع يوما بعد يوم على الورق، ومع تلك الابتسامات العريضة في وجوه السياسيين والقيادات العسكرية على شاشات التلفزيون؛ يمر أسبوع بعد آخر في تلك المحافظة المنكوبة ولا نحصد سوى مزيد من المجازر بين صفوف المدنيين ونخسر مزيدا من المساحات لداعش!   وعد بعد آخر، وخصوصا من رئيس الحكومة، بان الانتصارات في الانبار قادمة. وعد بان التحالف الدولي سيدخل بثقل اكبر في معركة الانبار. وعد بان الكفة ستميل للجهد الوطني هناك، ولكن تلك الوعود العريضة تتبخر مع استمرار سيل الدماء هناك، ونحن جميعا نتحمل مسؤوليته كل من موقعه، لكن دون شك فإن اصحاب القرار في الدولة العراقية برمتها هم من يتحملون العبء الأكبر.   لقد كتب الكثير عن الانبار وما يجري فيها، والأمور هناك ليست بتلك الدرجة من الغموض. حذر الكثيرون مما يجري، واستصرخوا المعنيين بضرورة المراجعة قبل ان يحصل ما لا يحمد عقباه، لكن دون جدوى.. حتى سقطت المدينة بيد داعش!   عبثا تمت عرقلة مساهمة الحشد الشعبي في الحفاظ على المدينة، والضغوطات التي سيقت للتضييق على الحشد الشعبي كانت واضحة الأهداف ولا تحتاج الى مزيد من المراجعة؛ إنها وفّرت على داعش عبئا ثقيلا وسهلت له ميدانيا بشكل او بآخر اكمال مهمة السيطرة على الانبار.   لقد تأخرت الدولة العراقية كثيرا في حسم ملف الانبار، وكما قيل سابقا مرات عديدة فإن التأخير سيعقد الأمور اكثر واكثر لأي قوة تريد تحرير المدينة. داعش اراد الانبار معركة مفتوحة وبنفس طويل وحضر ليل نهار بكل ما اوتي من قوة من اجل ادارة واطالة هذه المعركة المصيرية، فيما يخيّم التردد على مجمل المشهد السياسي والعسكري تجاه حسم ملف المحافظة.   لقد كتبنا بما يكفي عن الانبار، وتحدث بعض ابنائها المخلصين عن الوضع هناك بوضوح سافر، وحددوا الأولويات ووضعوا النقاط على الحروف، وكلما تم تجاهل تلك الاصوات تزايدت أعداد الضحايا والمجازر التي تحصل هناك. الأمور واضحة في الانبار والخيارات العسكرية القادرة على حسم الملف برمته معروفة فلا جديد يذكر حول ذلك الملف ولا قديم يعاد.  

مقالات أخرى للكاتب