رأي
1-ثارت ثائرة المرجع الديني محمد اليعقوبي – مرشد حزب الفضيلة المنضوي في التحالف الوطني – على العراقيين من غير المسلمين، وأصدر بيانا يرفض فيه محاولاتهم عدم إمرار المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة. الشيخ اليعقوبي غاضب لأن هؤلاء العراقيين نجحوا في إقناع رئيس الجمهورية بعدم المصادقة على هذه المادة وإعادة مشروع القانون الى مجلس النواب. هذه المادة تنص على ان الطفل القاصر يتبع في ديانته أبويه، فإذا أسلم أحدهما أُلحق القاصر بأحد أبويه الذي أصبح مسلماً، فاعترض ذوو الديانات الأخرى على هذه الفقرة مطالبين بإبقاء القاصر على ديانته التي ولد عليها.
اليعقوبي قال في بيانه أنه (يقدر لأتباع تلك الديانات سعيهم الحثيث للحفاظ على هوية وثقافة وعقيدة أتباعهم) ولكنه اتهمهم بارتكاب (مخالفة صريحة للدستور الذي يشترط في صحة القوانين عدم مخالفتها لثوابت الإسلام ومن ثوابت الاسلام أن الصغير يتبع بالديانة أحد والديه اذا كان مسلما). وطالب اليعقوبي زعماء أتباع الديانات الاخرى وممثليهم السياسيين الالتزام بالدستور ومراعاة كون العراق بلداً مسلماً ويتجاوز عدد المسلمين فيه 95% من سكانه، ونلفت عنايتهم ان حفظ حقوقهم وهويتهم ووجودهم يتحقق بالتزامهم بالدستور الذي صوّت عليه اغلب العراقيين)... الأسئلة كثيرة وأولها:
أين هم أتباع وأنصار"التكيات والزوايا" المدنية والعلمانية وحقوق الإنسان من هذا الحدث المهم والوثيقة الأهم الخاصة بالبطاقة الوطنية الموحدة، ولماذا لم نقرأ لواحد منهم أو منهن كلمة حول الموضوع/ عذرا لمن كتب ولم نقرأ ما كتب؟
بأي صفة يتدخل رجل دين سياسي اشتهر بمسودته المعنونة "مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري" والتي لا تزال معلقة و الشهيرة بمادتها التي تعتبر الطفلة "بالغة" إذا أتمت عامها التاسع من العمر- بأي صفة يتدخل هذا الشيخ أو أي شيخ آخر في شأن تشريعي يخص مجلس النواب والرئاسات؟
السؤال الأخير: هل بقي شأن من شؤون الدولة العراقية "دولة المكونات" لم يتدخل فيه رجال الدين والعشائر والأسر "المقدسة"؟
2-فخري وعبد الخالق والفخار الفاسد يكسر بعضه:
على غير العادة، انبرى أحد كتاب العملية السياسية الطائفية، وأكثرهم ردحاً ومدحاً للاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية، والضيف الحاضر دائما في ندوات ومؤتمرات حزب المجلس الأعلى، المدعو عبد الخالق حسين (صاحب المقالات المقززة ومنها تلك المعنونة "توني بلير سيخلده التاريخ بمداد من ذهب"/ تجد رابط بعض مقالاته في نهاية المنشور)، على غير العادة انبرى هذا الشخص لمهاجمة رمز الفساد واللصوصية المعاصرة فخري كريم وجريدته "المدى" متهما إياه بإثارة النعرات الطائفية... وأين؟ على صفحات جريدة أول رئيس تحرير لجريدة بول بريمر "الصباح" والتي طرد منها لاحقا وأسس "الصباح الجديد" على زنة "العراق الجديد" ههه!
عبد الخالق برر هجومه بأن جريدة صاحبه فخري ( تشن هجوماً متواصلاً بلا هوادة على كتلة سياسية معينة دون غيرها، وهي التحالف الوطني (الشيعي)، ورئيسها السيد نوري المالكي تحديداً، محابيا التحالف الكردستاني، وبالأخص الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود بارزاني)، إذن فالموضوع لا يخرج عن أطار ( ما دمتَ تضرب سيدي فسوف أضرب سيدك! ) كما تقول المروية التراثية الطريفة عن الحوذيين "الذكيين" اللذين اتفقا على أن يبدأ الحوذي الأول بضرب سيد الحوذي الثاني فيرد الأخير بضرب سيد الأول وهكذا! وعموما، فالمثل الشامي الذي يقول (فخار يكسر بعضه) يفسره المثل العراقي القائل ( نارهم تاكل حطبهم)!
رابط المقالة الجديدة "للنابغة الهذياني" عبد الخالق حسين حول صنوه، رمز اللصوصية المعصرة، فخري كريم، تليه مجموعة روابط لبعض مقالات الأول:
http://www.newsabah.com/wp/newspaper/66912
1-توني بلير سيخلده التاريخ بمداد من ذهب/ عبد الخالق حسين /21/5/2007
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=97298
2- لبنان يحترق ونيرون يتبجح / 19/7/2006
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=70341
3- "الاحتلال" تحرير ومقاومته جريمة / 29/7/2003
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=8862
4- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟ / 3/8/2003
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=8979
3-مجهول النسب أو كريم النسب، خوجه علي ملا علي!
تقوم فضائية "الشرقية" هذه الأيام بما تسميه "حملة إنسانية" لتغيير عبارة "مجهول النسب" التي تطلق في الوثائق الرسمية العراقية على مجهولي النسب كالأطفال اللقطاء و المتخلى عنهم بسبب الفقر الشديد ( في بلد النفط والغاز و: جوع وثلاثة أنهار! كما قال مظفر النواب) وأطفال الأسر التي قتلت في التفجيرات التكفيرية، وتقترح عبارة "كريم النسب" بدلا منها، على غرار عبارة "كريم العين" بدلا من صفة "أعور".. والواقع فمقاصد هذه الفضائية لا مطعن فيها، سوى أنها وصلت متأخرة كثيرا. فهيئة رعاية الطفولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سبقتها بعام ونصف تقريباً وقررت إطلاق تسمية "كريم النسب" بدلاً عن "مجهول النسب" على كل طفل مجهول الأب أو الأم بعد أن تفاقمت هذه الظاهرة بسبب سلسة مجازر وتفجيرات القاعدة وداعش في السنوات الماضية ودخول هذه الجرائم طور الاغتصاب الجماعي والتزويج القسري. و قد نشر الخبر بتاريخ 26/ 6/2014 في الصحافة العراقية والعربية/ الروابط في خانة التعقيبات. غير أن المشكلة ليست هنا فقد يكون القائمون على "الشرقية" يجهلون هذا الخبر أو أن أحد إعلامييها سطا على جهود الآخرين وبعث الخبر من جديد، ولكن المشكلة الحقيقية في الحل المقترَح والقائم على الاستبدال اللفظي السطحي وعديم النفع والذي لا أعتقد أنه سيفيد الطفل سواء كان لقيطا أو غير لقيط لأنه سيكون مستقبلا ضحية للتمييز الاجتماعي حين يكبر ويحمل صفة "كريم النسب" التي ستحيل سامعها الى المعنى "السلبي" المقصود بها فورا!
المطلوب كما اعتقد هو اقتراح تدبير أكثر جرأة وأعمق إنسانية من هذه الحلول البلهاء القائمة على التلاعب بالألفاظ كأن تبتكر الدوائر المختصة، أو تترك أصحاب الشأن يبتكرون اسماء ثلاثية ورباعية لهؤلاء الأشخاص وفق الطريقة المتبعة في الإدارة العراقية وتسجلها في سجلاتها الرسمية مع الإشارة إلى أن حامل هذا الاسم ضمن القائمة الخاصة بمجهولي النسب، علما بأن هذه المشكلة محلولة جزئيا في بلدان المغرب العربي والبلدان الغربية التي تأخذ بالاسم الأول واللقب العائلي حيث يعطى للطفل مجهول الأب لقب عائلة أمه، أما عندنا فالحل أسهل من ذلك لعدم اعتماد اللقب العائلي بل الاسم الثلاثي أو الرباعي ونادرا ما يعتمد اللقب العشائري.
رابط الموضوع في الصحافة العراقية وكالة " المستقلة" مثلا في السنة الماضية :
http://www.mustaqila.com/news/date/2014/page/776
فضائية "الشرقية" هذه الأيام:
http://www.alsharqiya.com/news/?p=182367
*كاتب عراقي