ثقافة

الخريطة السياسية للاقليات في تقرير جديد لـ(مسارات)

الخريطة السياسية للاقليات في تقرير جديد لـ(مسارات)

بغداد - العالم الجديد

نشرت مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية تقريرها المعنون (المشاركة السياسية للاقليات) في 93 صفحة ملونة، وباللغة العربية على ان يتبعه لاحقا نشره بالانكليزية.   يقدم التقرير الخريطة السياسية لتيارات الاقليات، ويعد بذلك وبحسب ما يقول الباحث سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات " مصدرا لا غنى عنه في فهم مطالب هذه التيارات وطبيعة تمثيلها، اذ ليس هناك مصدر يعالج ذلك على نحو شامل لا بالعربية ولا بأي لغة أخرى".   اشار التقرير في مقدمته الى اهمية المشاركة الفعالة والهادفة للأقليات في الساحة السياسية العراقية، في كونها عنصرا محوريًا في تجنب نشوب نزاعات عنيفة، وعاملا مهما في الاستقرار السياسي ومشجعا على وقف هجرة افراد الاقليات.   والجانب الاكثر اهمية في التقرير يمثل برصده سياق التمييز على صعيد سياسي، فإذا كان يحق لأفراد الأقليات المشاركة في عمليات صنع القرار، لا سيما تلك التي تعنيهم، فإن تمثيل ومشاركة الأقليات في العملية السياسية ومؤسسات الحكم قد تقيَّد قصدًا، أو تتعرض للحرمان عن غير قصد من جراء القوانين أو السياسات او عدم الاعتراف بالاقليات كما يذكر التقرير، ويضرب امثلة بالعراقيين من اصول افريقية والكاكائيون الذين لم يرد اسمهم في الدستور وليس هناك تمثيل سياسي لهم في البرلمان، او قد تتعرض لتحريم ومنع قانوني مثل البهائيين الذي ما تزال قرارات مجلس قيادة الثورة التي تحرم النشاط البهائي غير ملغاة على الرغم من معارضتها للدستور ، أو قد تغيب الإرادُة السياسية اللازمة لإزالة العوائق الهيكلية التي تحول دون مشاركة الأقليات بشكل كامل وعلى قدم المساواة، وهو ما يسجله معظم ممثلوا الاقليات الذين تم اجراء مقابلات معهم على تجربة المشاركة السياسية للاقليات في العراق.   اعتمد التقرير على اجراء مقابلات معمّقة، وهي حسب اتاحت مؤسسة مسارات معلومات كانت مصدرا لا غنى عنه، يندر ان يتوفر في اية مصادر مكتوبة او رسمية، لا سيما حين تعلق الامر بفهم سياق تطور المشاركة السياسي بعد العام 2003.   وقد نجح التقرير في اجراء مقابلات طويلة مع ابرز الممثلين السياسيين للاقليات، مؤكدا على ان يمثلوا التنوع قدر الامكان، ويعكسوا وجهات نظر مختلفة، حتى داخل الاقليات نفسها، مثل المسيحيين بتياراتهم السياسية المتنوعة، وكذلك الايزيديون، والتركمان. كما اجريت مقابلات مع اقليات حرمت من المشاركة السياسية مثل البهائيين والعراقيين من اصول افريقية والكاكائيون، او مع اقليات كان تمثيلها السياسي هشا وضعيفا مثل المندائيين.   اجريت مقابلات التقرير في اماكن مختلفة من العراق، وبعضها اجري خارج العراق، ففي داخل العراق اجريت مقابلات في : بغداد، البصرة، كركوك، اربيل، دهوك، حلبجة، الديوانية. اما خارج العراق فقد اجريت بشكل خاص في ميشغان (الولايات المتحدة). والمانيا (هانوفر) وكان تاريخ اجراء غالبية المقابلات بين شهري تموز وايلول، وبعضها اجري في شهر تشرين الاول 2015.   اخيرا، يشير سلوم الى ان هدف التقرير هو تقديم تصور مناسب لصناع القرار داخل العراق، والمجتمع الدولي حول اهمية تحسين مشاركة الاقليات في الحياة العامة، فالإقرار بالحق في المشاركة الفعالة هو إقرار بأن مشاركة الأقليات في شتى مجالات الحياة أمر ضروري لإرساء مجتمع يسوده العدل ولا يقصي أحدًا من أفراده.  

مقالات أخرى للكاتب